-
/ عربي / USD
هو دراسة مبسّطة مقرِّبة للمنطق التّقليدي، الذي له مكانة مميّزة، لأهمّيته من جوانب متعدّدة متنوّعة، أبرزها: إنّ المنطق التّقليدي إنجاز جسّد تدرّج الفكر البشري من مرحلة الميثوس إلى مرحلة اللّوغوس، وكان أوّل محاولة لصياغة منهج عقلانيّ وعلميّ لإصابة الحقيقة وتجنّب الأخطاء والمغالطات، وفق مبادئ وقوانين وقواعد مقنّنة وضابطة للفكر والاستدلال. والاستدلال. وهو أيضًا المحاولة الأولى في تاريخ الفكر البشريّ لصياغة مبادئ الحجاج العقلاني وقوانينه وقواعده، وهو الحجاج الذي يفصل بين المتخاصمين، ويضع حدًّا للفوضى الفكريّة. علاوة على ذلك، خدم المنطق التّقليدي المنهج والعلم حتّى بأخطائه ونقائصه، حيث جاءت تصحيحاته والثّورة عليه، في التّراث الإسلامي، وفي التّراث الغربي، بالبديل التّجريبي عند المسلمين، وعند البيكونين (روجر وفرانسيس)، وبالبديل العقلانيّ عند ديكارت، فلولا الأورغانون القديم لما كان هناك أورغانون جديد أو مقالة في المنهج. وكانت هذه التّصحيحات قد أثمرت إرساء المنهج العلميّ. كما أن الثورة التّكنولوجيّة المعاصرة التي يمثّل الحاسوب فيها عنوانًا رئيسًا، كان النّصيب الأوّل فيها لتطوّر المنطق الرّياضيّ، الذي هو ذاته استدراك لنقائص المنطق التّقليدي وتطويره. فمن دون المنطق التّقليدي لا يمكن دراسة المنطق المعاصر وتطوّراته أو فهمه أو متابعته؛ ففي هذا العلم، ما لا يُعرف أوّله لا يعرف آخره.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد