في غمرة الأحداث المفجعة، المتتالية والمتفاقمة، التي تجتاح شرقنا العربي، منذ مئات السنوات، يبحث القارئ العربي عم مرجع علمي رصين، يتقن ترجيح العقل والتدقيق، على الانفعال والارتجال.
ذلك كان دافعي الى نقل هذه البحث الهام الى العربية، الذي كان الدكتور جورج قرم قد وضعه بالفرنسية، أسوة بمعظم مؤلّفاته، وقد نُشر في في باريس عام 2017.
للدكتور جورج قرم أبحاث كثيرة وثاقبة، في الشؤون التاريخية والاقتصادية، يعود أوّلها الى عام 1965، وقد نشره بالفرنسية ايضاً تحت عنوان “السياسة الاقتصادية والتصميم في لبنان”.
في محاولته الجديدة هذه، “المسألة الشرقية الجديدة”، يغوص الدكتور جورج قرم من جديد، في ما يبدو له قدراً تاريخياً مأساويّاً، فُرض منذ مئات السنوات، على جميع المجتمعات، القديمة والحديثة، في شرق المتوسط والعالم العربي. وهو إذ يستكشف طموحات الغرب الاستعماري، الأوروبي أولاً، ثمّ الأميركي، بنظرة مدقّقة وموضوعية، لا يكفّ عن الكشف، في جرأة وواقعية، عن مكامن الضعف والتخلف القديمة والحديثة، والمتوالدة أبدأً في هذه المجتمعات كلّها، حتى باتت تهدّد مصيرها.