-
/ عربي / USD
ارتبط التيقّظ الوطني وبناء الدولة الحديثة في الجزائر بطرح قضايا الانتماء والهويّة واللغة، التي كانت حاضرة قبل الاستقلال في مواجهة الظاهرة الاستعماريّة، التي نفت الوجود الحضاري للشعب الجزائري، ثم بعد استرجاع السيادة السياسيّة ضمن مشروع بعث الدولة. تحوّلت المسألة الثقافيّة لاحقًا حلبةَ تجاذبٍ وجدال وصراع بين النُّخَب الجزائرية السياسيّة والثقافيّة بمختلف أطيافها، بعد أن انقسمت بين السّاعين إلى تعزيز الانتماء الحضاري للشعب الجزائري لغةً وهويةً ومرجعيةً حضاريّة، وبين من تأثروا بالحقبة الاستعماريّة الطويلة ووجدوا في الثقافة الفرنكوفونيّة والحركة الأمازيغيّة والتوجّه العلماني أدوات لكبح مسعى استرجاعِ المجتمع الجزائري المتحرِّر من الهيمنة الاستعمارية هويتَه المتجذرةَ في الموروث الحضاري العربي والإسلامي. وأوجد هذا الانقسام في الرؤى بين النخب الجزائرية تناقضات في تصور أولويات بناء المجتمع والدولة وأسسه. وقد تعمّقت هذه التناقضات بعد ذلك بسبب تردد السياسات المنتهَجة وتذبذبِها وقِصَر نظرها وهيمنة المنطق الإداري في التعاطي مع مسألة الهويّة، ما أفرز وضعًا هجينًا متأزّمًا يشكّل أحدَ أهم عوائق اكتمال بناء الدولة الجزائريّة. يستعرض الكتاب جوهرَ المسألة الثقافيّة الجزائريّة وجذورَها ونشأتَها وتطورَها ومآلاتها وآفاقَها بنظرةٍ شاملة تجديدية تتجاوز الأفكارَ والصور النمطيّة والأحكامَ المتسرعة القطعيّة النابعة من مواقف أيديولوجيّة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد