-
/ عربي / USD
إن مراجعة كلام السيدة الزهراء (ع)، وكلام رسول الله (ص)، وبقية أئمة أهل البيت (ع)، هي أمر قيّم للغاية، ومطلوب من جهات شتّى. والجهة القيّمة الأولى في هذا الكلام النفيس هي كون كلام الأنوار القدسية الأربعة عشر (ع) نورًا؛ ونحن نقرأ في الزيارة الجامعة قوله (ع): ""كلامكم نور"". والجهة الأخرى التي تبيّن قيمة هذه الكلمات هي النظرة إليها من باب قانون الحب؛ إذ يقتضي الحب أن يسعى الحبيب للتعرّف على كلام حبيبه، ويبذل جهدًا أكبر ليفهمه بشكل أفضل، ويستفيد من معانيه. وهنا جهة ثالثة يمكن الحديث عنها أيضًا، وهي أن هذا الكلام يشكّل مرشدًا في حياة الناس، وعلامات لنيل السعادة الأبدية. وهو أفضل دواء لآلامنا الاجتماعية، ولهذا علينا أن نولي الاستفادة منه اهتمامًا وافرًا. وكلما قرأ المرء الخطبة الفدكية للزهراء المرضية (ع) بدقة أكثر، ووُفّق لفهمها بشكل أفضل، فإنه يدرك أكثر آثار العظمة – بل الإعجاز – في كلماتها (ع)، فهذه الخطبة الشريفة تقع في القمّة من حيث الجمال، والفصاحة، والبلاغة؛ إذ لا نظير لها من هذه الجهة بعد القرآن الكريم. كما أنها متقنة جدًّا من حيث المعاني، ومتينة، ومربّية، بحيث إن كل جملة منها تعتبر غنيمة بالنسبة لنا على الرغم من مرور ألف وأربع مئة سنة عليها، وأما من حيث البيان، وترتيب المطالب فقد استخدمت (ع) نكات نفسية وتربوية؛ لتكون الخطبة أكثر تأثيرًا في مخاطبيها. (من المقدمة)"
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد