"التقينا مساءً في جمعية الفنانين جمعتنا واحدة من الأمسيات التي دأبنا على حضورها، كانت الجمعية قد غدت ملتقى يجتمع فيه الأدباء والفنانون والمعماريون والموسيقيون بذلك الفضاء الثقافي الأمثل.

كنت بأمس الحاجة إلى الإنتماء إلى حلقات ثقافية وارتحت لهذه المجموعة بعد أن لمست من أعضائها سلوكاً إجتماعياً متحضراً ومريحاً يتيح لي التحرك معهم وبينهم براحة لم يكن من اليسير إيجاد مثيل لها في محفل الأدباء آنذاك

ضياء العزاوي رأس رمح هذه الجماعة وهمزة وصل بين الأدباء والفنانين يتحرك بنشاط متقد وحيوية لم تفتر لغاية يومنا هذا، لمست منه ومن زملائه ترحيباً وقبولاً للمرأة في عالمهم، وأدركت أن رافع أكثرهم قرباً لضياء تجمعهما الأفكار والطموح على الرغم من إختلاف الشخصيتين.

في ذلك المساء ضمتنا حلقة واسعة، لاحظت رافع يتطلع إليّ من بعيد قبل أن يغير مكانه ليجلس إلى جانبي.

دار الحديث بين الأصدقاء حول أشياء عامة يتخللها الضحك والسخرية من كل شيء تقريباً بينما التزم الصمت ولم يكد يشارك، مال نحوي وهمس: "سئمت هذا المجلس هل يمكن أن نذهب إلى مكان آخر نستطيع أن نتحدث فيه براحة؟" لم أتردد فقد كنت تواقة للتعرف إليه".