-
/ عربي / USD
في هذا الكتاب النقد الحضاري لخطاب ما بعد الكولونياليَّة: نماذج من السِّيرة الذاتيّة وقضايا الزّنوجة والهُوِيَّة يستأنف المؤلف الكلام على النقد الحضاري، تنظيرًا وإجراءً، وقد أضاف إلى بحوثه السابقة شيئًا جديدًا: أثار قضية مركزية تهتم بالحقيقة الاستعمارية في فترة يُصطلح عليها بـــ (فترة ما بعد الاستعمار). باشر من خلالها ضربا من الأدب يُعرف بــــ (أدب ما بعد الكولونياليَّة) (littérature postcoloniale). وعبارة (ما بعد الاستعمار) توحي بالتحرّر واستعادة السّيادة والقرار، غير أنّها في حقيقتها تسمية مخادعة مموّهة، وضرب من الاستعمار جديد، له في المنجز الأدبيّ الإبداعي وفي سائر ضروب الخطاب صورٌ وأشكالٌ تُستكشف في نطاق العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر. وهي علاقة تكشفها (أسئلة جدلية ذات دلالات حضارية) حول مفاهيم الهامش والمركز، والأنا والآخر، والزّنوجة والايديولوجيا البيضاء، وسائر التّصورات الاستعماريّة للثّقافة واللّغة والهويّة واللّون والعرق.
إنّ للمقاربة الحضارية مبرّرات (لا تقلّ أهميّة عن التّجربة الجماليّة، بل وتشترك معها في إدراك تشكّل الأبعاد المعرفيّة للخطاب). وهذا أفق من البحث جديد أسماه (شعريّة الأفكار) ومدار هذه الشّعريّة ـــ في مشروعه ـــ على الأفكار تُولد وتتخمّر وتنضج، وترتحل وتستقرّ، وتتجدّد وتُستعاد، وتُدعم وتُدحض، وتُعرض ويُعترض عليها. إنّها شعريّة جديدة يلتقي فيها الأدب بالفلسفة في نطاق الحضارة، فـــ (تخرج بالعقل النقدي من الاهتمام بدائرة الهويّة الشكليّة للخطاب وحدودها النمطيّة التلقائيّة إلى مجالات الخطاب الفكريّة الرحبة، ومن ثمّ الانخراط في ممارسات موضوعيّة حضاريّة، وتاريخانيّة تضع قضايا الوجود في الخطاب موضع تساؤل...).
أ. د. عبد الله البهلول
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد