-
/ عربي / USD
في ديوان "سردٌ لعائلة القصيدة" تتوزّع هواجس نصوص الشاعر عمر أبو الهيجاء على مجموعةٍ من الإنهماكات، التي يتمدد بينها النصّ آخذاً وقدته الإنفعالية أو زاده الدلاليّ من هذه الثيمة أو تلك.
ولا أذهب بعيداً عن مركز الإهتمام الشاعر ومكمن حرائقه حين أقول إن أكثر تلك الثيمات تردداً في نصوصه ربما هي: اللغة، الغياب، الأنثى، العائلة، إضافة إلى الكثير من تموجاتها وتفرعاتها المتاخمة لها في الدلالة.
للشاعر إحساسه المضاعف بالغربة، وله ما يعمّق صلة هذه الغربة بالغياب، غياب الأصدقاء تحديداً، غياب الصداقات في حد ذاتها، في فداحتها التي تعادل صدمة الغياب ذاته.
إن الشاعر يعلن بصوتٍ يطفح بالدمع والوحشة إنه ظلُّ أصدقائه البعيدين، والزيتُ المضيءُ في أصواتهم المبحوحة.
وكثيراً ما تبدأ الغربة، في نصوص أبو الهيجاء، من حاضنة العائلة، ومن سياج طفولته الأولى، وها هو يسجد أمام شجرتها المهيبة، لينادي بكل ما في صوته من حنان: تمهّلي أيتها العائلة، وتبلغ غربة الشاعر ذروتها حين يلامس تخوم المرأة، حيث النار والشغف والوحدة، وحيث المحبة تقتاد اليد العمياء للعزف على جسدٍ يضيء وحيداً في الفراغ. - الشاعر علي جعفر العلاّق
تحتاج التجربة الشعريّة في أعالي نضجها إلى أن ترى إلى الكلمات من جديد، باحثةً عما يستعيدها خلقاً آخر، ولا يكون لها ذلك إلا في تلمّس ما يجعلها عائلةً، لتتسقّ أنسابُّها في سيرورة / مسرودة، يرى فيها الشاعر خلاصاً، تحتاج إلى أن ترى السماء والأرض والماء والتراب والتاريخ والجغرافيا والمعاناة الإنسانيّة والشخصيّة في أقنوم واحد، وأن تتطلّع إلى سِفر تكوينٍ جديدٍ وإلى تثنيةٍ تستعيد ذلك الخلق، وعليه، فالمرأة في هذا السِّفر مشتهاةٌ بما هي معادل وجود.
الروح الشعريُّ، ممتلئاً ألماً وجمالاً، في هذه المجموعة الشعريّة "سردٌ لعائلة القصيدة" استطاع؛ إلى درجة كبيرة؛ أن يفعل كلّ ذلك، وأن يدهمَ القصيدة من قبل أن ترتدي كامل ثيابها، في محاولة لمعانقتها غير متلبَّسة بالكلمات، وليتمَّ لهما زواجٌ يؤكّد أنّهما؛ في البدء؛ من نفسٍ واحدة.
عمر أبو الهيجاء، أيّها الشاعر: قلبي لك، وقلبي عليك، تسحرني الأشياء إبّان اكتمالها... وأخاف. - الشاعر عبد القادر الحِصني
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد