هذا الكتاب دراسة تاريخية للمعارضة السياسية الأردنية خلال المئة الأولى من عمر المملكة الأردنية الهاشمية (1921 - 2021).

ويشمل مختلف المراحل التي مرّت بها هذه المعارضة من عهد الإمارة (1921 - 1946) إلى عهد المملكة (1946 - 2021)، كما يحتوي على أهداف المعارضة في جميع مراحل تطورها وأساليبها في العمل السياسي السلمي، ولجوئها في ظروف معينة إلى العنف، وتعرضها للقمع والإضطهاد والملاحقة والنفي والإبعاد والسجن والإعتقال والتعذيب والحرمان من العمل في وظائف الدولة والمؤسسات والشركات التي تساهم فيها الدولة، ناهيكم عن إتهامها بالعمالة للخارج والخيانة الوطنية في فترات الصراع مع الحكومات القائمة، وتعرض قادتها لتشويه صورتهم والتعريض بمسلكهم وتهديد أسرهم.

ومع أن تاريخ هذه المعارضة السياسية قد مضى وفات، غير أنه جزء مهم من تاريخنا الوطني الذي لا بد من قراءته بروح موضوعية وبنزعة عقلانية وتوجه نقدي، حتى ندرك كيف تطورت الحياة السياسية في هذا الوطن العزيز الملاصق لفلسطين والذي يتعرض وجوده للخطر الصهيوني الإستعماري أكثر من أي قطر عربي آخر، على الرغم من إبرام معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية عام 1994، ومن حق الأجيال الشابة الأردنية أن تعرف تاريخ هذه المعارضة السياسية، وأن تفخر به وتعتز، بإعتباره جزءاً أساسياً من تاريخ وطنها.