-
/ عربي / USD
في روايةِ الهبوطِ من العُلى إلى الأرض، نزلَ آدم وزوجته حواء تحتَ ظَلِّ سدرة خضراء، قربَ مكانٍ يلتقي فيه نهرا ميزوبوتاميا (دجلة والفرات) في مدينةِ القرنة جنوبِ العراق.
وفي أديم النصّ السماويّ والأسطوري والحكائي الشعبي لقصة النزول تنشرُ الرؤَية في خيالِ البشر، ومنها يأخذ البشر العِبر والرسامون الصور.
وتبقى قصةُ التفاحة من بعض أسبابِ هذا النزول، وثيمة أولِ الروايات الكونية، لهذا حين نوى أحدُ المعلمين إكمال نصفَ دينه، جلبَ صندوقَ تفاح للمعلمين والتلاميذ ليوزّعه عليهم بمناسبة خطوبته، فوجدتها مناسبة لأزرع في ذهن التلاميذ البدايات الرّوحية والقصصية لقصة نزول أبي البشر آدم، في مكان قد لا يبعد سوى أربعين ميلاً عن قريةِ أم شعثة حيث تقع مدرستنا.
برحمته وبصفاء دمعته الحزينة شاهدتُ ملامح آدم لأوّل مرّة في عيون أطفال الأهوار، وثمة سعادة مشتركة بين الاثنين، ولأنني لا أعلم إن كان الأطفال في قريتنا قد سُمحَ لهم في مناسبة ما أن يقضموا التفاحَ الأحمرَ بتلك السعادة واللذة التي أراها في عيونهم عندما قلتُ لهم:
وأنتم تأكلون التفاحة استمعوا إلى حكايتها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد