هذا الكتاب: جماليات (الربيع الأخير) يعطيك صورة صادقة عن الكيان النفسي الذي عاشه الشاعر القروي بعيداً عن وطنه، من خلال قصيدته (الربيع الأخير) التي زادت على مائة بيت، والجذر العميق الذي قام عليه بناء القصيدة. والذي أثمر هذه الأغصان المتشابكة والمتنوعة هو: (الحب الكبير)، حيث يعبر الشاعر عن هواه بالدموع والشعر، ففاضت عواطفه على لسانه، وترجم في صدق عن ضميره، وتحرق ظمأً إلى الحب، فصار الجو في خياله شعراً، وأصبحت الطبيعة في أجوائها نغماً.
وقد أبدع القروي في استخدام معطيات اللغة ومكوناتها، ابتداءً بالصوت ومروراً بالكلمة فالجملة، فعلاقات الجمل، وما يتخلل ذلك كله من صور جمالية تعبر عن مكنونات نفسه. وكيف أشرك معه الطبيعة في تحمل همومه واغترابه عن وطنه وتشوقه إلى استقلال هذا الوطن، والثورة على المحتل.