-
/ عربي / USD
ولا يَخْفى أنَّ الاستفهامَ في شِعر العشماويِّ قد شغَل حيِّزًا كبيرًا بحيث يَرْقى لِيَكون مَجالًا خِصْبًا لدِراسةٍ بلاغيَّةٍ جادَّة، تَكشِف عن أسراره وتُجلِّي دَقائقَه، ولا سيَّما أنَّه لم يَحظَ بدراسةٍ مستقلَّة، كما لم يَحظَ شِعرُه عمومًا بدِراسةِ الجانب البلاغيِّ فيه، الأمرُ الذي يَجعل الاستفهامَ عنده جَديرًا بالبحث والدِّراسة، خاصَّةً في الشِّعر الوطنيِّ والسِّياسي؛ إذْ ظهَر هذا الغَرضُ في شِعره جَليًّا، "فمفهوم الوطن عند العشماوي قد تَجاوَزَ وطنَه الأول، المملكةَ العربية السعودية، والتغنِّيَ به، فكلُّ بُقْعةٍ نَبَتَ فيها الإسلامُ في أيِّ قُطْر كائنًا ما كان، وكلُّ بلد ولو غَيْرَ عربي يضمُّ بين أحضانه أناسًا يَدينون بالإسلام ويَستظلُّون تحت لوائه يَعُدُّه وطنَه"( ).
ومن الجديرِ بالذِّكرِ أنَّ الأحداث المعاصِرةَ قد غيَّرَت مَدلولَ القصيدةِ الوطنيَّة ومَشارِبَها، ورسَّخَت مفاهيمَ جديدة، وأصبَح شعرُ الوطنية في العصر الحديث يتَّخِذ مَسارين مُتمايِزين؛ "أحدهما: إقليميٌّ قومي، والآخَر وطنيٌّ إسلامي يَربِط الوطنَ بالدِّين"( )؛ "فالاستعمارُ والتخلُّف والغُربة أحداثٌ رفَدَت الشِّعرَ الوطني"( )، وبِناءً على ذلك فقد قسَّمَت الباحثةُ هذا الاتِّجاهَ من الشِّعر عند العشماوي إلى شِقَّين، على الرغم من أنَّ المسمَّى العامَّ لهما هو (الشِّعر الوطني)، وهما: الشِّعر الوطنيُّ، والسِّياسي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد