-
/ عربي / USD
يمثل هذا الكتاب دراسة مستفيضة للنحو الكوفي وأثره في تفاسير القرآن في القرون الثالث والرابع والخامس للهجرة، لأجل بيان مساحته وأثره في كتاب اللّه العزيز من جانب، ولعدم نيل النحو الكوفي نصيبا كالنصيب الذي ناله النحو البصري من جانب آخر، على الرغم من أن نظرية العامل عند الكوفيين مستمدة من المعاني والدلالات التي يتضمنها النص غالباً - وهذا يتضح من كتاب معاني القرآن للفراء - الذي كان ساعياً إلى معالجة النصوص عبر تفهمه لــــدلالـــة النص وصولاً إلى الإعراب، لا أن ينجرَّ إلى قاعدة تحكمه ؛فهو يربط بين النحو والمعنى.
وفي ضوء دراسة النحو الكوفي، سيترتب أثرا ما على تلك الدراسة، وهو واحد مما يأتي:
-1 أثر فقهي: يترتب عليه خلاف فقهي بحسب التوجيه النحوي للآية القرآنية، وغالبا ما يكون هذا النوع من الأثر في آيات الأحكام كآية الوضوء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} المائدة 6، وغيرها من آيات الأحكام.
-2 أثر لغوي وبلاغي: فالأثر اللغوي يترتب عليه إضافة قواعد نحوية إلى قواعد النحو العربي، وكذلك إضافة آراء نحوية إلى القواعد الموجودة أصلاً، وفيه بيان للأثر البلاغي الذي هومن بلاغة القرآن وإعجازه بحسب التوجيه النحوي.
-3 أثر عقائدي: يترتب بحسب التوجيه النحوي، فذهاب الكوفيين إلى القول بالحذف كان ساعيا إلى ترتيب أثر عقائدي عليه، فقولهم بحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، 22 قد ترتب عليه أثرٌ عقائدي تمثَّل في عدم تجسيم الذات الآلهية.
وهذا يعني أنه ليس بالضرورة أن ينتج عن كل توجيه نحوي تغيير حكم فقهي، إذ قد يكون الأثر لغويا أو بلاغيا أو عقائديا، واللّه أعلم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد