-
/ عربي / USD
القرآن الكريم كلام إلهيّ عربيّ معجز، ولا بدّ من رعاية الخصائص الثلاث معًا، بلا تفريق بينها، فهو مهيمن على سواه من الكلام العربي، بل على كل كلام، حاكم عليه، غير محكوم به. ويؤلّف منظومة معرفيّة متكاملة مفتاحها اللغة المحكومة بقواعده هو.
وعمليّة استكشاف هذه المنظومة لا تنتهي في زمان معيّن، أو مكان معيّن، فهي متجدّدة، زاخرة بالعطاء، مفتوحة الأبواب، تأتي بالجديد ما تتابع الليل والنّهار.
والنّصّ القرآنيّ غير قابل لأيّ نوع من أنواع التّأويل النّحويّ، فهو في غاية الإحكام والإتقان، وكل كلمة فيه قد وضعت في مكان لا يغني عنها سواها، ووراء كلّ كلمة سرّ، إن استُكشِف فنعمّا ذلك، وإن لم يُستكشَف، تُرك ذلك لأجيال لاحقة، فجهل الدّارس وعجزه عن استكشاف سرّ التّعبير، لا يعني عدمه.
ولا صحّة لدعوى أن القرآن الكريم كان المصدر الأوّل لاستنباط قواعد العربية، على الرّغم من أنّ الحفاظ عليه، وصيانة قراءته من اللحن، كان أبرز دوافع نشأة علم العربيّة.
لذا نرى ضرورة تأسيس علم لسان خاص بالقرآن الكريم وحده، له معالم وقواعد محددة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد