حمزة بن الحسن الأصفهاني عالم موسوعي متعدد أوجه الثقافة شديد الاهتمام بالجوانب الحضارية والثقافية للشعوب، كثير التأليف، ألّف في ثلاثة من الفنون: اللغة، والأدب، والتاريخ، وكان في تأليفه مبتكراً ورائدًا ونظرًا لخوضه في مختلف العلوم فقد نعته جهلة أصفهان بـ (بائع الهذيان) وما الأمر كما قالوا، ومن جَهلَ شيئاً عاداه. إن كتاب تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء لمؤلفه حمزة بن الحسن الأصفهاني قدّم نموذجاً في الكتابة التاريخية لكتابة تاريخ عالمي مختصراً يتميز بالوثاقة والرصانة العلمية يركز بشكل رئيسي على ذكر سنوات حكم الملوك في مختلف الممالك المعروفة آنذاك أي دراسة مقارنة، وما عاصرهم من الأنبياء. أتبع حمزة الأصفهاني أسلوب الاختصار في رواية الأحداث واتّبع منهج الدراسة النقدية، ومنهج المقارنة بين النصوص وإخضاعها للنقد، علاوة على اتباعه منهج المقابلة الشخصية، لذلك عُدّ حمزة الأصفهاني مؤرخاً حصيفاً ذا رؤية تاريخية واضحة وإن منهجه هذا يقترب من منهج البحث العلمي التاريخي المعاصر، وتنوعت موارد حمزة الأصفهاني في كتابه تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء ما بين المصادر الفارسية الفهلوية القديمة التي اطلع عليها والتي فقدت في الأزمنة اللاحقة، ومن الاخباريين والمؤرخين ومن المصادر العبرية واليونانية والرومانية.