-
/ عربي / USD
أبو طالب (عليه السلام)، من الأوائل الذين كانوا يُعدون على أصابع اليد الذين آمنوا بنبوة الرسول محمد (صلى اللّه عليه واله وسلم)، وتتفق المصادر التاريخية على أمر واحد على أنَّ أبي طالب (عليه السلام) كان ناصراً وقلعةً حصينةً في الدفاع عن النبي (صلى اللّه عليه واله وسلم) بل أنه فداه بماله ونفسه وأنكر ذاته وجاد باولاده من أجل سلامته، والجود بالنفس أسمى غاية الجود. وصرح ابن أبي الحديد برأيه بكل موضوعية فقال بحق أبو طالب (عليه السلام): «إن الإسلام لولا أبو طالب لم يكن شيئًا مذكورًا» إن إيمان أبي طالب (عليه السلام) بنبوة النبي محمد (صلى اللّه عليه واله وسلم) وإسلامه دلّ عليه بأفعاله وأقواله نثراً وشعراً، وإن قصيدته اللامية التي تُعدّ سجل دُوّن فيه مناصرته للإسلام وللنبي محمد (صلى اللّه عليه واله وسلم) والإقرار برسالته حتى نُعتَتْ بأنها قصيدة بليغة لا يستطيع أن يقولها إلا من نُسبتْ إليه وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى منها جميعها، إن مصادر الثقافة الإسلامية ظلمت أبي طالب ولم تنصفه بغضاً بابنه علي (عليه السلام) فنسجتْ الروايات الموضوعة بفكره من قبل البلاط وأصحاب السلطة.
فأبو طالب كان من أغنى تجار مكة شارك في رحلة الإيلاف، وظل يتولى السقاية والرفادة في مكة حتى بعد البعثة النبوية الشريفة، كان أبو طالب (عليه السلام) يدافع عن الإسلام كقضيته الكُبرى، وهذا الدفاع لا ينحصر في بقعة جغرافية محددة وكسر حاجز المكان الضيق وانطلق بدفاعه إلى الفضاء الأرحب، فهو يدافع عن قضية كُلية، وكانت نظرته نظرة شاملة وعامة ولو أن دفاعه عنهم كان محدد ضمن حدود مكة لما دافع عن مسلمي الحبشة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد