-
/ عربي / USD
ميدانُ التحرير، رائحةُ الثورة، برجُ القاهرة، شارعُ محمد محمود، وبيتُكَ؛ كلُّها أماكن ستُعيدُ التفكيرَ في شرطِ وجودِها الذي هو بالضرورةِ شرطُ وجودكَ.
القاهرة 2045. والمشروعُ إنجازُ ماكيت للعاصمة المصريَّة السابقة قبل رُبع قرن، جوهَرُهُ إحياء ذاكرة المدينة. ولأنَّ السؤالَ لا يُنجيكَ من تقاطعِ واقعٍ - مصيرهُ المَحْو، مع خيالٍ - يجتاحُ الأمكنة التي تخلقُ قاطِنيها؛ ستبحثُ عن ذاتكَ في مرايا الحكاية. ماذا يحدثُ لو اكتشفتَ أنَّكَ مجرَّدُ شخصيةٍ روائيةٍ تتحكَّمُ في مصيرها شخصيةٌ روائيةٌ أخرى؟ تعيشُ في ماكيتٍ أكبر من ماكيتٍ اعتبرتَهُ، لسنواتٍ طويلةٍ، مدينتك؟ ستكونُ حتمًا إمَّا أوريجا أو نود أو بلياردو، وستمضي في قراءة روايةٍ هي ماتريوشكا من المُدُن المُتَطابقة، كلَّما فضضتَ مدينةً واجهتكَ مدينةٌ مُضادَّة.
ولكَ أن تتساءَل عن شرط الوجود القاسي: ألهذه الدرجة يمكن لمكانٍ مُتخيَّلٍ أن يمحو مكاناً حقيقياً؟
ميدانُ التحرير، رائحةُ الثورة، برجُ القاهرة، شارعُ محمد محمود، وبيتُكَ؛ كلُّها أماكن ستُعيدُ التفكيرَ في شرطِ وجودِها الذي هو بالضرورةِ شرطُ وجودكَ. لأنَّ طارق إمام، في «ماكيت القاهرة»، هو صانعُ مُصغَّرات سرديَّة، لها أنْ تستحيلَ روايةً مليئةً بالتفاصيل الفنيَّة، بمحاكاةِ جوهرِ الأشياء، بذاكرةِ الأفرادِ، وبالمَصائرِ المرسُومةِ بطريقةٍ تجعلُ من الكتابةِ عملاً أشبهَ بتشييدِ مدينةٍ، أو ربَّما ماكيتِ مدينة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد