هذا هو الجزء الأول من "القواعد المشوقة للطلاب" نحو تصريف إملاء لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وتهدف هذه السلسلة تعليم الأبناء قواعد اللغة العربية وتعريبها إلى قلوبهم وترغيبهم فيها، ذلك أنهم طالما تعاملوا مع هذا الجانب على أنه جاف ومعقد. إن دراسته لا تفيد في شيء سوى النجاح في امتحانات آخر العام، وقد ساعد ترسيخ هذه النظرة ما اتسمت به الأساليب المتبعة في تعليم القواعد من تركيز على تعليم القاعدة منفصلة عن الوظيفة التي وضعت من أجلها ومن تأكيد على حفظ القواعد واسترجاعها دون تمكين من استخدامها في التعبير استخداماً سليماً.

ولتدارك ذلك تحرص هذه السلسلة على تحقيق ما يلي: أولاً: تبسيط القاعدة اللغوية وتقريبها إلى مستوى إدراك المتعلم الناشئ حتى لا يرى فيها صعوبة تحول بينه وبين مضمونها، ويستوعب المفاهيم التي تقوم عليها بسهولة ويسر. ويتمثل هذا التوجه في الطريقة التي يعرض بها المفهوم وفي تسلسل مراحل العرض انطلاقاً من الملاحظة والمقارنة إلى أن يصل المتعلم بنفسه إلى استنتاج القاعدة موضوع الدرس.

ثانياً: توخى الممارسة في اكتساب قواعد اللغة وذلك بالإكثار من التدريبات وتنويعها بحيث تعزز التعلم فتثبت القاعدة ضمن خبرات التلميذ التعليمية. ثالثاً: اعتماد أسلوب نشيط يتسم بالطرافة ويقوم على تشويق المتعلم وترغيبه في التعلم بحيث يشارك في الأنشطة المقترحة مشاركة فعالة، ودون أن يشعر بملل أو مشقة.
رابعاً: الانتقال تدريجياً خلال التدريبات من مستوى الجملة الواحدة إلى النص المتكامل الذي يساعد على توظيف القاعدة توظيفاً حقيقياً وجعل التعبير المتكامل هدف التعليم وغايته. كما يوجه النص اهتمام المتعلم نحو العناية بسلامة اللغة والحرص على تصحيح الأخطاء. وقد وردت النصوص مشتملة على الحكاية القصيرة والطرافة والقصيدة للتأكيد على ضرورة استخدام أساليب التعبير المختلفة في وجهة وتجاوز مستوى الجملة من جهة ثانية.