نهج البلاغة هو في الواقع مجموعة مختارة من كلمات أمير المؤمنين عليه السلام، تشتمل على الخطب والرسائل والكلمات القصار، وقد قالها أمير المؤمنين عليه السلام في مناسبات مختلفة وفي أوقات متباينة. ولما كانت خطبه ورسائله وكلماته لا تنفصل عن منهج الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في تغيير أوضاع الأمة الإسلامية وتحقيق السعادة المنشودة لها، فقد جاءت هذه النصوص بصورة وثائق سياسية تحكي مسار الدولة الإسلامية وأساليب إرادتها، وطرق حل مشاكلها، والفنون السياسية المتبعة فيها، والإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان يعالج مشاكل الأمة وقضايا الدولة بموقف عملي ونظري في آن واحد، فمن زاوية كان يُوجه أنظار الناس والولاة وكل المعنيين إلى المشكلة ذاتها، ثم يبين الطرق ويضع الحلول المناسبة لها. ولما كان الاقتصاد غير منفصل عن حياة الناس، فكان من الطبيعي أن يتضمن نهج البلاغة موضوعات اقتصادية تتعلق بمختلف شؤون الدولة والحياة.

والمؤلف نظر إلى خطب الإمام ورسائله وكلماته، واستخلص منها الأفكار الاقتصادية التي فيها ثم وضعها في نسق منتظم لتصبح بصورة نظرية متكاملة، ثم عُني بعد ذلك بتصنيف النصوص على أربعة فصول جاءت عناوينها في هذا الكتاب كما يلي: الفصل الأول: الاقتصاد بصورة عامة، الفصل الثاني: السياسات الاقتصادية، الفصل الثالث: الفقر والغنى، الفصل الرابع: التنمية الاقتصادية.