-
/ عربي / USD
لا ريب في أن التزكية موقوفة على معرفة مهلكات الصفات ومنجياتها، والعلم بأسبابها ومعالجاتها، وهذه هي الحكمة الحقة التي مدح الله أهلها، ولم يرخّص لأحد بجهلها؛ وهي الموجبة للحياة الحقيقيّة، والسعادة السرمدية؛ والتارك لها على شفا جرف الهلكات، وربما أحرقته نيران الشهوات.
وقد كان السلف من الحكماء يبالغون في نشرها وتدوينها، وجمعها وتبيينها، على ما أدت إليه قوة أنظارهم، وأدركوه بقرائحهم وأفكارهم. ولما جاءت الشريعة النبوية (على صادعها ألف صلاة وتحية) حثت على تحسين الأخلاق وتهذيبها، وبينت دقائقها وتفصيلها، حتّى اضمحل في جنبها ما قرره أساطين الحكمة والعرفان؛ إلا أنه لما كان ما ورد منها منتشرا في موارد مختلفة، ومتفرقا في مواضع متعددة، تعسر أن يُحاط به، فلا بد من ضبطه في موضع واحد، ليسهل تناوله للجميع؛ فجمعت في هذا الكتاب خلاصة ما ورد من الشريعة الحقة، مع زبدة ما أورده أهل العرفان والحكمة، على نهج تقرّ به أعين الطالبين، وتسر به أفئدة الراغبين.
وغرضنا في هذا الكتاب، إصلاح النفس، وتهذيب الأخلاق، وسميته «جامع السعادات».
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد