-
/ عربي / USD
المتأمل في سيرة الشيخ الصدوق (رحمه اللّه) يستظهر منها أنه من وجهاء الطائفة بل من روّادها لما أسسه وأصّله بمختلف جوانب المعرفة الشرعية، لذلك ذاع صيته وعلا مكانه بين علماء الأمة في القرن الرابع والقرون التي تلته، وهذه المكانة السامية بين أقرانه ومن تأخر عنه من علماء الإمامية واضحة للعيان، لأنه ظاهر من كثرة مؤلفاته التي غطت أغلب علوم الشريعة بل استوعبتها، لذلك يمكن عدّه من العلماء الموسوعيين نظرًا إلى تنوع ثقافته، وكثرة مؤلفاته في المعقول والمنقول.
إن مدرسة الشيخ الصدوق تميزت بكثرة عطائها العلمي وعمقه وشموليته، وهذا ظاهر وواضح للوجدان ولا يستطيع أحد أن يتجاهله أو ينكره؛ لأنه قد نحت ذلك في التشريع الإسلامي وأن استيعاب هذا الأمر الوجداني يحتاج إلى مصنف خاص فربما نكتفي في الجانب التاريخي وتطوراته التي انعكست بشكل أكيد على عمق الإنتاج المعرفي وتنوعه عند الشيخ الصدوق.
وإنّ فرضية البحث تنحصر في المراسيل التي وردت عند الصدوق وكيفية تصحيحها مع بيان أثر ذلك في الإستنباط الفقهي، تحتم علينا الإقتصار على فرضية الأطروحة وأوجزنا ما يتعلق بسيرة الشيخ الصدوق حيث اعتبرناها مقدمة علمية لبيان السبب في مراسيل الشيخ الصدوق وعلى هذا الأساس نقول: اتسمتْ مدرسة الشيخ الصدوق (رحمه اللّه) وعطاؤها العلمي بالشمولية والموسوعية، ويمكن لنا رسم أبعاد ذلك العطاء الزاخر من خلال سيرته التي سوف نتحدث عنها باختصار.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد