-
/ عربي / USD
سيجد القارئ في هذه الرواية حكاية الصراعات الدائرة في العراق، بين السلطة من جهة وبين قوى المعارضة من جهةٍ أخرى، قبل الإحتلال الأميركيّ وبعده.
يقف الضابط جمال حمدان المسؤول عن مكافحة الإرهاب في واجهة الأحداث حتّى ينتهي إلى أن يصبح محوراً عامّاً لها، وتتصدّر الضفة المقابلة زهرة المناضلة التي ليس لديها ما تخشاه، لا تصطنع الرؤيّة ولكنّها لا تتهوّر.
فتبدأ الصورة تتشكّل شيئاً بعد شيء ويمضي السرد في أناة، والواقع أنّ لكلّ واحدٍ من هذين النقيضين حياةً خفيّةٌ وأفكاراً سريّة.
فضابط الأمن روائيّ وزهرة زوجة وأمّ، وفي غمرة المطاردة التي تجري بينهما يقع الضابط في حبّ غريمته، حتّى ليخيّل إليه أنّه يسعى إلى لقائها لقاء غرام أكثر من كونه يريد إلقاء القبض عليها.
إلّا أنّ زهرة لم تبادله ذلك الحبّ، ولكنّ في ميسورنا أن نقول إنّها لم تكن تكرهه، لأسباب عديدة أهمّها تهاونه معها ورفاقها في مواقف تقتضيه القسوة والعنف كرجل أمن.
وأيّاً ما كان فإنّ زهرة في واقع الحال لنتاج انشقاق خطير حلّ بصفوف الحزب الشيوعيّ العراقيّ أدى إلى تشرذمه وتشتّته.
لم تكن زهرة وحدها في هذه الرواية، وإنّما معها العديد من الرفاق الذين لا يقلّون عنها حزماً وذكاءً وشجاعة وفي مقدّمهم هدى، كما أنّ جمال حمدان لم يكن وحده، وإنّما معه مساعده منصور الهادي، الموظّف العمليّ والعنيف.
في هذه البيئة المحفوفة بالمخاطر ومشاعر التعصّب، يقضي ضابط الأمن جزءاً من أوقاته الليليّة في كتابة فصولِ من روايته التي هي ليست غير سيرة المنظّمة المسلّحة التي يقوم هو نفسه بمطاردة أعضائها.
وفي لحظاتِ من الصفاء والتأمّل تأخذ الحيرة ذلك الضابط الفنّان بحثاً عن جوابٍ ملائمٍ عن سؤالٍ طالما أخذ بزمام تفكيره: كيف يمكن الجمع بين سلطتين متناقضتين بينهما برزخٌ عميق: سلطة رجل الأمن وسلطة الإبداع؟.
هذه واحدة، أمّا الثانية فكيف يوفّق بين واجبه وعاطفته، بين حبّه لزهرة ومحاولته إلقاء القبض عليها؟.
هنا في خضمّ هذا الصراع تتقدّم هدى إلى مقدّمة الأحداث فيحلّ ذلك التغيّر الكبير.
لا نملك سوى أن نترك للقارئ أن يتابع الحكاية ويقف على مصائر الشخصيّات في نهاية المطاف.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد