-
/ عربي / USD
ظلّ عدنان وفيّاً لنزعة التفلسف داخله، يعيشُهُ ردحاً من الزمن بلا حياة أكاديمية حتى كتب فيه أخيراً كتابَه "دوائر نيتشه" (جامعة الكوفة، 2019)، ونقله إلى الشعر في هذه القصائد التي لا تبعد عن ذلك التأثير الكبير الذي خلّفتْه فلسفةُ نيتشه في كتابته وتأملاته، نيتشه الذي منحه قوة روحية تخلق عوالم جديدة، إذ "لا ترتدي الأفكارُ الجديدةُ ثياباً إلا إذا كانت عارية"، ومنحه عمقاً حتى أنّ الأشياء لا تدرجُ أمام العينين بلا تفلسفٍ ولا روح فريدة، يقول: "إنْ متّ، دعوا عينَيّ مفتوحتَيْن!"، تفلسف وروح يستعيدان في الشعر حالة صفاء سابق أو ينشدان حالة صفاء جديد، صفاء حطّمتْه صياغةُ واقعٍ صلبٍ لا يمكن تجاوزُهُ إلاّ بالخيال، واقع تكمنُ فيه خطيئة أفلاطون، والشعر يكفّر عن هذه الخطيئة، ويؤسس الغفران، ويرجع بالحياة إلى لحظة سابقة، رجعة تُستبدلُ فيها حياةُ المتفلسف بحيوات فلاسفة غابرين، رجعة تقتضي ولادات عديدة كأنها "عود أبديّ" للحياة، هذه الرجعةُ تتكرّر في صياغات عديدة، تتكرّر في رؤية المتفلسف نفسه في المرآة أو في تأمّل ظلاله. في كلّ هذا السبيل الواضح، يحاول الشعرُ أن يعبر الخطيئة إلى عالم لا تشوّهُهُ تصوّرات الفلاسفة، وواقع لا تصلّبُهُ تحديداتهم، إلى حياةٍ تتحوّل وتُستبدل وتولد من جديد.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد