-
/ عربي / USD
مما لا شكّ فيه أنّ تطوّر الشّعر العامّيّ عبر الزّمن وصولًا إلى ما هو عليه الآن، قد ارتبط ارتباطًا وثيقًا بتطوّر اللهجات المحليّة التي سادت في المناطق العربية، وإنّ اللجوء إلى اللهجات العامّيّة هو الذي أدّى إلى كتابة الشّعر المحكيّ بمختلف أنواعه وتسمياته في العالم العربي كله.
والثّابت أنّ الشعر على اختلاف أنواعه يرتبط ارتباطًا عضويًّا بكل التغييرات اللغويّة والاجتماعيّة والثقافيّة والأدبيّة وغيرها من التحوّلات والتغيّرات التي طالت المجتمعات العربيّة من مختلف أقطارها.
وإذا أردنا أن نتعرّف إلى الأصول الأولى لهذا الشعر العامّي، بعيدًا من مسمّياته المتعدّدة، وإلى ما لحق به من تحوّل وتطوّر، توجّب علينا العودة إلى تاريخ اللهجات ونشأتها في البلاد العربية، وهذا بحث طويل لا محلّ له في هذه الدراسة، وقد تناوله الكثير من الباحثين من قبل مثل الدكتور «عبد الغفّار حامد هلال» في كتابه «اللهجات العربية نشأةً وتطوّرًا»، وكذلك ما كتبه الدكتور «محمد بهجت قبيسي» في كتابه «ملامح في فقه اللهجات العربيّات»، وغيرهما الكثير ممن لا يسعنا ذكرهم، غير أنّ ما يهمّنا هنا هو الشعر، ولذلك نبدأ البحث في فنّ الزجل دون غيره وصولًا إلى الشّعر المحكيّ موضوع هذه الدراسة، وتحديدًا في لبنان حيث إن الزّجل كمصطلح شعريّ كان الرحم الأولى التي ولد منها الشّعر المحكيّ في لبنان.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد