-
/ عربي / USD
يعتبر جان أَمَري أحدَ الأصوات المهمة التي عاشت محنة الهولوكست وبعض معسكرات الاعتقال النازية ونجا منها. ولهذا تحمل كتاباته بصمة الألم الحيّة يرافقها سخط وغضب عميقين عن تلك الفظائع التي ارتُكبت في تلك المعسكرات، وتحوّل فيها الإنسان إلى ما يشبه، على حد تعبيره، الحشرة. وهو يجد في عبارة «ما حدث قد حدث»، التي تُكَرَّر كثيرًا بتبرير أخلاقي على أسماع الضحايا، عبارة صحيحة «بقدر ما هي معادية تمامًا للأخلاق والعقل». فمن غير المنطقي، بالنسبة إليه، وبلا معنًى "المطالبة بالموضوعية في الجدل مع جَلّادي، ومع أولئك الذين ساعدوهم، ومع أولئك الذين وقفوا مجرد صامتين". فالصمت تجاه الفظائع التي ترتكب بحق الإنسان تجعل من غير من الممكن الثقة بما يُطرح من مفاهيم مرة باسم الأخلاق، ومرةً أخرى باسم الفكر. يناقش أمَري قضية التسامح والمصالحة، وطبيعة وأسباب السخط الذي يعتري الضحية الناجية من الموت تجاه الجلاد، وهو يتذكر فظائع النازيين في معسكرات الاعتقال. ولذا رفض الدعوات التي تطالب بالتسامح، بل إنه يذهب إلى أبعد من ذلك، ليطالب بأن يقف أولئك الذين ارتكبوا المجازر والفظائع ضد الإنسان أمام العدالة ويتلقوا جزاءهم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد