يعدّ البحث عن المعنى ركيزة أساسية في كلِّ قراءة للنص، فمنذ لحظة تلقيه من منتجه يدخل في دوائرٍ تفاعلية من القصد والتأويل ضمن تجربة القراءة التي تجهد للحفر في أخاديده، ولكلِّ قراءة فهمٌ خاص للمعنى تتقصده، وتسعى إلى الإهتداء إليه من معطيات النص وتعبيراته، فتؤسس لمهمتها إستراتيجية إجرائية خاصة، تتوسل بها لمقاربة النص في بنيته العميقة، وتشكيله الفني، وسياقه الثقافي، وتمثيله الرمزي.
يجمع هذا الكتاب أبحاثاً متفرقة في طرائق تأويلها، إلا أن الوجهة التي تقصدها، والغاية التي توخاها تكاد تلتقي عند نقطة إرساء أولى موجّهة تحديداً لمحاولة الإمساك بأطراف المعنى.
وقد توزعت هذه الأبحاث على ثلاثة فصول: قصد الفصل الأول مراوغات الإعتذار، وخطاب التهكم، واهتم الفصل الثاني برواية الرحلة، والزمن السردي، وهو جنس سردي ما زال يتشكّل، أما الفصل الثالث فعُني بشعريّة السرد، وظاهرة التمرد الشعري.