طوال هذا اليوم وأنا أسترجع ذكرياتنا القديمة معاً.. منذ أن كنا أطفالاً وأنت تعلم أن ذاكرة الطفولة تتجلى عند كبار السن، فحضرت بقوة صور عن المرات الكثيرة التي أنقذتني فيها من الموت منذ حادثة القطار عندما علق صندلي في السكة الحديد، وعجزت عن تخليص رجلي، حيث كان القطار على وشك الوصول، وكنا ذاهبين إلى المدرسة صباحاً، فأتيت بأقصى سرعة، وانتشلتني وانتظرنا حتى مرّ القطار قبل أن نسترجع الصندال… والذكريات طويلة وكذلك المرات التي أنقذتني فيها، وليس آخرها عندما جلبت البراميل ودشّمت البيت قبل أن تسافر إلى موسكو، وأصابت قذيفة شرفة المنزل ودمرتها ولكن التدشيم حماني وكنت وحدي في البيت… أيام الحرب الأهلية.
أخي الحبيب، أنا أحبك كثيراً وأحترمك أكثر، أنت الذي لم يدع يوماً يمر عليك من دون أن تنجز شيئاً، وأنت صاحب الإرادة التي لا تتعب ولا تستكين… وصاحب التواضع الذي لم يدّعِ يوماً… أطال الله في عمرك، ومدك دائماً بالشباب الدائم.