-
/ عربي / USD
"رينان" لا يملّ من ترديد الفكرة الّتي تقول إنّ في أعماق الكون إحساساً غامضاً، ومع ما فيه من غموض فإنّه هو المحرّك للدنيا، وهو أشبه بإِله "موجود بالقوّة" ولكنّه سيوجد "بالفعل"، وفكرة الواجب قائمة على أن ننفّذ مشيئته، والعمل الّذي تدأب الإِنسانيّة على القيام به سيتمّ عاجلاً أو آجلاً فإِنّ أمامه فسحة الأبد، وسيتحقّق المثل الأعلى في النهاية وينضج الشعور العامّ، والأفراد زائلون وليس لهم نصيب من الخلود إلّا بمقدار ما أدّوا من خدمات للكمال، فهل نحن مخدوعون؟.
نعم، ولكنّ هذا الخداع منطوٍ على معنى؛ لأنّ الطبيعة تستغلّنا لغاية تريدها وتعمل على خداعنا لتحقيق تلك الغاية، والفضيلة ذاتها ضرب من خداع الطبيعة، والشرّ هو الثورة على الطبيعة ورفض أوامرها، ولو أنعمنا النظر لوجدنا أن خداع الطبيعة ليس خداعاً مطلقاً لأنّ الدنيا متّجهة إلى الإحساس بنفسها أكثر فأكثر، والإنسان الخالد في (الله)، ومسألة الزمان والمكان تتلاشى في المطلق، وفي (الله) تحيا كلّ الأرواح.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد