-
/ عربي / USD
"آلات تشبهني" تتأمل واقع المملكة المتحدة، وكذلك التحولات السياسية والتكنولوجية في العالم المعاصر، من خلال استعادة لحظة سابقة من تاريخ بريطانيا في ثمانينيات القرن الماضي، وهزيمتها في حرب جزر الفوكلاند مع الأرجنتين (1982)، وعبر رصد التطورات التكنولوجية المتسارعة، بدءاً من الخمسينيات، والأبحاث الجارية، على قدم وساق، في تطوير عمليات الذكاء الاصطناعي AI. وعلى الرغم من أن خلفية الأحداث الروائية تدور حول تلك الهزيمة، والحدث الجارح للكبرياء الوطني (الإمبراطوري) وللذات القومية البريطانية، الذي أدى، بعد فترة قصيرة، إلى استقالة رئيسة الوزراء المحافظة مارغريت ثاتشر، وعودة حزب العمال إلى الحكم، فإن حبكة العمل تتمحور حول الإنسان الآلي آدم الذي اشتراه الراوي لشغفه بالتطورات التكنولوجية، ولكونه ألف في صغره كتاباً حول الذكاء الاصطناعي. ولتعزيز هذا الخط في تطور حبكة الرواية يستعيد ماك إيوان سيرة عالم الرياضيات البريطاني ألان توريتغ (1912- 1954)، الذي قام بتطوير جهاز الحاسوب خلال الحرب العالمية الثانية، ويجعله يعيش حقبة السبعينيات والثمانينيات، ساعياً إلى تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي، وصناعة كائنات أكثر ذكاء من الإنسان، كما أنها تتمتع بقيم أخلاقية أعلى من صانعيها.
الماضي الكولينيالي
في هذا السياق من استعادة بعض مادة التاريخ وأحداثه المأساوية، بما تنطوي عليه من السعي إلى التمسك بماض كولونيالي، استعماري، غابر، وسرد بعض تطورات العلم، والمعرفة، والتكنولوجيا المتسارعة، وحلم الإنسان بيوتوبيا العلم، التي قد تتحول إلى ديستوبيا، عبر الاستخدام الإنساني الشرير لها، يتأمل ماك إيوان سلوك البشر وعلاقاتهم، والسياسات المدمرة التي يتبناها رجال السياسة ونساؤها، والدوافع الأخلاقية المنحازة التي تحكم تصرفات البشر، في مقابل المحلوم به يوتوبياً في سلوك الإنسان الآلي الفائق الذكاء والمحكوم بمعايير أخلاقية تغلب القانون والخير على التحيزات والفروقات البشرية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد