-
/ عربي / USD
كان شهبازي يصلّي باكيّاً وقطرات الدموع تترك خطّاً على وجهه المكسوّ بالبارود والدخان، ما يخفف من شعوره بالخجل.
بعد الصلاة سأله همداني بعصبية: ألم يكن من المفترض أن ترسل القوات؟"... كان شهبازي لا يزال متجهاً نحو القبلة... من دون أن يلتفت برأسه قال: "أما رأيت كل تلك القوات؟"... ازدادت عصبية همداني: "لا، كنت أعمى".
- ربما... هل تظن أن ثلاثة أيام من القتال في الأعلى كان عمل مئة وخمسين عنصراً؟...
بدأ همداني يفهم ما الذي يقصده شهبازي وصمت، قال شهبازي بصوت مبحوح: "وهل القرآن يكذب؟ هل وعد الله كاذب؟... إذا كنت أقول إن العناصر قادمون كنت متأكداً أن أفواج الملائكة تساعدكم".
أخفى همداني وجهه بين يديه من الخجل، التفّ شهبازي من جهة القبلة إلى الخلف، أصبح وجهاً لوجه مع همداني وقال: "لقد قمنا بواجبنا، ليس أكثر، انهض، علينا الذهاب".
... جميع شخصيات هذه الرّواية ليست صنيعة هذا القلم وخياله، بل هي ربيبة إكسير العرفان والجهاد، وهؤلاء قد رحلوا جميعاً إلى تلك الديار؛ ما عدا شخصاً واحداً منهم.
أحداث هذه القصة زوايا من منعطفات الدفاع المقدس منذ أوّل أيام الحرب، لذلك هي بتمامها حقيقية حدثت في الواقع، رسمها اللواء الشهيد البطل من "فرقة أنصار الحسين عليه السلام"؛ ومن مؤسسي الفرقة 27 محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد