-
/ عربي / USD
يتأسّس كلٌّ من الوجودُ الإنساني والمعرفة بالمعنى، واللغة هي ما يحتضنهما ويتجلّيان فيها، ولأن الهرمنيوطيقا منذ عهدها اليوناني مروراً بعهدها الكلاسيكي حتى طورها الفيلولوجي ثم الرومانسي نهضت بمهمة تقديم الإجابة عن مشكلة المعنى، ولأنها في طورها المعاصر ممثلةً بما قدّمه مارتن هيدغر وعلى خطاه هانس جورج غادامر استلهمت إجابتَها من حقل الفلسفة إذ أسّست الظاهراتيةُ محاولتَها المعرفية المهمة في تفسير المعرفة، والوعي، والوجود، والموجودات، وتخليص كل ذلك في "معنى" يخلعه الوعي بهيأة قصد اتجاه موضوعه، ليكون كلُّ شيء بناءً على ذلك عبارة عن "معنى"، فقد امتدّ أفقُ فهم الظاهرة اللغوية واتسع بسعة الرؤية الفلسفية لتصبح مستغرِقةً لتجربة الوجود الإنساني في العالَم، وامتدَّ بذلك أفقُ النظرية التأويلية واتَّسع أيضاً بسعة أصولها الفلسفية ليشمل الإنسانَ وطبيعتَه والعالَم وكلَّ شيء فيه.
لذا حاولنا في هذا الكتاب تقديم إجابة عن الأسئلة الآتية:
ما الأصول ذات الطابع الفلسفي التي نهضت عليها الهرمنيوطيقا المعاصرة؟ وكيف أعادتْ، بناءً على أصولها الفلسفية، فهمَ الإنسان والعالَم والأشياء والتاريخ واللغة والمنجَز الإنساني؟ وكيف ربطت كلَّ ذلك باللغة؟ وكيف أعادتْ بذلك فهمَ الظاهرة اللغوية؟ وكيف جعلتْ كلَّ فهم سواء أكان للطبيعة الإنسانية (بوصف الإنسان صاحب اللغة بإمتياز) أم للوجود والعالَم أم للمنجز الإنساني تأويلاً ضمن حقل المعنى؟ وكيف فُهِم في ضوء ذلك كله نمطُ العلاقة التي يؤسِّسها بين الكلمة والشيء (الدال والمدلول)، ومن ثم كيفية إنتاج المعنى؟ وكيف حُدِّدت على وفق تلك الأسس إجراءاتُ فهم المعنى / تأويله؟.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد