-
/ عربي / USD
شُغِل الشاعر العربي القديم بالجمال، وانتبه له وتأثر به بفعل البيئة التي كان يسكنها، تلك التي تركت آثارها على فكره وسلوكه وعواطفه ومشاعره، وهذا ما برز في تصوره للشمس وتصويره لها، ومن ثمة تعددت السياقات التي وردت فيها الشمس عند الشعراء الأمويين الذين يمثلون مرحلة وسطى بين الشعراء الجاهليين والعباسيين.
ولقد وظّف الشعراء الأمويون دالة الشمس في السياقات الشعرية المختلفة من غزل ومدح وفخر ورثاء وهجاء ووصف، ففي الغزل حيث جاءت الشمس مشبَّهاً به للمرأة، في صورة تشبيهية أو استعارية منتجة لدلالات الحُسن والجمال والوضاءة وبياض البشرة، دون أن يكون ثمة نزوع ميثولوجي في التصوير.
كما جاءت الشمس في سياق المدح مشبَّهاً به في مدائحهم للخلفاء والأمراء والقادة وغيرهم من الرجال، وقد ارتبطت دلالات المدح عندهم بالمجد والشرف والرفعة وطهارة الأصل والبعد من الأدناس إلى جانب الوضاءة وجمال الوجه أو بياضه.
وفي سياق الفخر، ارتبطت بالمجد والشرف والعزة والقوة والشجاعة والشهرة، وهي الدلالات عينها التي وردت في سياق الرثاء بإعتباره مدحاً للميت بما كان فيه من الخصال الحميدة والصفات الكريمة.
وأما سياق الوصف، فقد رأينا الشعراء الأمويين يصفون الشمس بأوصاف واقعية خالصة، وهي أوصاف قد تجيء في صور بلاغية حيث يغلب الخيال على الشعراء، بيد أنهم كانوا ينظرون إليها من زاوية فنية خالصة تبرز تفوقهم وذائقتهم الشعرية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد