قد بقيت فكرة الزعيم الصيني الراحل "دنغ شياو بينغ" حول ضرورة بناء قوة إقتصادية بدلاً من القوة العسكرية مهيمنة على توجهات الصين في شؤونها الخارجية والأمنية.يقول "تشياو ليانغ" صقر الصين كما يُطلق عليه في كتابه "الحرب غير المقيّدة": "إنه من الأفضل للولايات المتحدة أن تُحاكي الصين...
قد بقيت فكرة الزعيم الصيني الراحل "دنغ شياو بينغ" حول ضرورة بناء قوة إقتصادية بدلاً من القوة العسكرية مهيمنة على توجهات الصين في شؤونها الخارجية والأمنية.
يقول "تشياو ليانغ" صقر الصين كما يُطلق عليه في كتابه "الحرب غير المقيّدة": "إنه من الأفضل للولايات المتحدة أن تُحاكي الصين من خلال تبنّي نموذج إنمائي قائم على "التفكير غير المقيّد".
ويتابع: "بأن الولايات المتحدة تتراجع لأن لديها الكثير من المشاكل والتي تمّ إنشاؤها كلّها من تلقاء نفسها ولكن تضع اللوم على الصين لأنهم ما زالوا يستخدمون الفكر الإمبريالي الذي عفا عليه الزمن والغبي في الحكم على الصين".
ويقول: "أصبحت الولايات المتحدة قوةً عظمى بسبب قدرتها التنافسية وأنظمتها الأفضل وليس من خلال عقبات لسحب منافسها لكن وبدلاً من التمسّك بهذا النموذج تحاول الولايات المتحدة الآن خلق المزيد من العوائق لسحب الصين والحفاظ على وضعها الأول".
وحذَّر الدول الكبرى من إستخدام التفكير الإمبريالي عند التعامل مع المشكلات وقال: "إنه لم يتمّ عبر التاريخ إستبدال أي قوة كبرى على الإطلاق أو تمّ إلتهامها من قبل قوةٍ أخرى وأن السبب الحقيقي لسقوط أيّة قوةٍ عظمى هو إنخفاضها والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة قد إستبدلت بريطانيا بإعتبارها كانت أكبر إقتصاد في العالم في القرن التاسع عشر ولكن بريطانيا بقيت وما تزال موجودة، وأن القوى العظمى تتلاشى عندما يتمّ إستبدالها".
لكن الولايات المتحدة فعلت تماماً عكس ذلك فهي قد زجّت بكل إمكانياتها العسكرية والمالية وأيضاً إستخدمت كلّ الأنظمة والمنظمات الوظيفية التي دعمتها أو نشأتها بعد الحرب العالمية الثانية وعلى رأس هؤلاء "الوظيفة الإسرائيلية" وذلك بهدف منع صعود دول آسيا حيث كانت إسرائيل تشكل نقطة متقدمة لحماية ملاذات الغرب الإستعماري وبالتالي محاصرة آسيا ولكن الصراع الدائر منذ عقود في المنطقة أسقط هذه الوظيفة القديمة لإسرائيل فعمدت هذه الأخيرة على العمل لإنتاج وظيفة جديدة لها بالتعاون مع هذا الغرب للهيمنة على المنطقة من الباب الإقتصادي تحت عنوان "السلام الإقتصادي" لكن هذه الوظيفة هي الأخرى قد سقطت أيضاً بعد المواجهة الدائرة في سوريا منذ سنوات وهذا ما يتحدث عنه هذا الكتاب.