هذه المادة نافذة نطل منها على العالم، إنها مادة الحضارة المقارنة التي كانت يماً استقلينا إليه زورقنا، وأعملنا مجاذيفنا نستكشف أصداف المادة، نرسو على المحار القصية لنخرج من خلل المقارنات بين الحضارات القديمة والحديثة، الإسلامية والغربية، بعد قياس الماضي على الحاضر،...
هذه المادة نافذة نطل منها على العالم، إنها مادة الحضارة المقارنة التي كانت يماً استقلينا إليه زورقنا، وأعملنا مجاذيفنا نستكشف أصداف المادة، نرسو على المحار القصية لنخرج من خلل المقارنات بين الحضارات القديمة والحديثة، الإسلامية والغربية، بعد قياس الماضي على الحاضر، والعقلاني على الراهن، بما يسعفنا في تحديد هويتنا، ثم سعينا لنقيم الحدود، ونعلي السدود حتى لا تذوب أمام مردة المحيطات، كبش فداء لأوهام أرسيت واقتنع بها العامة، وضعها من شاء سياسة الكون، همه إبعادنا. هذا الكتاب، عين على الحقيقة وعين على الواقع، هو مرآة لكنه لا يهدي السبيل، إذ عليك أيها القارئ التفقه في ما سقناه إليك من ملاحظات الواقع، أعمل فيها فكرك واخرج بموقف ترتضيه لنفسك، اجعله منهاج حياتك، ولتكن من المشاركين في بناء الحضارة، العاملين على إرساء دعائم التطور والتقدم. وعليك ألا تقبل أن تكون إلا في أرض المعركة لا مهمشاً مهما أنجزت.