ما أمتعَ أن تطوِّف في حقول فسيحة الأرجاء، تداخلتْ فيها غابات الأشجار المختلفة الأجناس، مع روضات وحدائق مؤتلفة اللون، والنكهة والرواء!...حيثما اتجهتَ أو توقفت، يطالعك النسيمُ الشذيّ، والخضرة النديّة، فتمتدّ يدُك فتقطف، أو ينساب الأريجُ إلى أنْفك فتنتشي، وتستزيد قطفاً...
ما أمتعَ أن تطوِّف في حقول فسيحة الأرجاء، تداخلتْ فيها غابات الأشجار المختلفة الأجناس، مع روضات وحدائق مؤتلفة اللون، والنكهة والرواء!...
حيثما اتجهتَ أو توقفت، يطالعك النسيمُ الشذيّ، والخضرة النديّة، فتمتدّ يدُك فتقطف، أو ينساب الأريجُ إلى أنْفك فتنتشي، وتستزيد قطفاً وشمّاً...
وقد تَقيلُ هنيهات، فيأخذك نومٌ بيلسانيّ الأحلام، فردوسيّ الرؤى والأنسام...
تلكمْ هي حالي مع البحوث والدراسات التي ضمّها هذا الكتاب: فصولٌ ومواسم جاد بها القلم النقديّ في أوقات مختلفة، ومناسبات متنوعة، طُفْتُ فيها بين العصور الأدبية، والأغراض الفنيّة، واللطائف البلاغية، مُطِلاً على مسارح الجمال والمراقي التعبيرية، في هذا الصنيع الأدبي أو ذاك...
فكانت إطلالة مطوَّلة نحو أثر قصصيّ لافت لواحدة من روائياتنا اللبنانيات: لطيفة الحاج، وأخرى مشابهة نحو أحد أقطاب الكتاب واللغة في الجزائر: د. عبد الملك مرتاض، ووقفة متأنيّة مع واحد من كبار مفسِّري القرآن الكريم: الإمام القرطبيّ رصدتُ فيها توقفه الطويل مع سورة البقرة، مقتطفاً ومُنسِّقاً جُلَّ ما رشحَ به تفسيرُه من روضات اللغة والشعر... وعبرتُ إلى أحد العصور الأدبية المغْبوبة لدى معظم الدارسين المعاصرين، في أنه عصر متخلِّف جفَّتْ فيه مياه الإبداع، فإذا هو زاخر بالعطاء والأصالة... عنيتُ العصر المملوكي.