يعرَف الجنيد البغدادي التصوف بـ "ما أخذنا التصوف عن القال والقيل، ولكن عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات والمستحسنات؛ لأن التصوف هو صفاء المعاملة مع الله تعالى، وأصله العزوف عن الدنيا..." نسوق هذا التعريف لتوضيح غرض الكتاب ومؤلفه منه وهو الدكتور "محمد درنيقة" الذي حاول...
يعرَف الجنيد البغدادي التصوف بـ "ما أخذنا التصوف عن القال والقيل، ولكن عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات والمستحسنات؛ لأن التصوف هو صفاء المعاملة مع الله تعالى، وأصله العزوف عن الدنيا..." نسوق هذا التعريف لتوضيح غرض الكتاب ومؤلفه منه وهو الدكتور "محمد درنيقة" الذي حاول أن يبين –كما يقول- لجماهير الأمة أن كبار أئمة السلفية لم يكونوا في يوم من الأيام ضد حركة التصوف بإطلاق؛ وإنما هم ضد انحراف بعض المتصوفة عن الإلتزام بالميزان الشرعي السليم: الكتاب والسَنة. لا بل أكثر من ذلك فإن هناك عدداً لا بأس به من الحنابلة الذين سلكوا طريق التصوف، وحملوا لقب الصوفي، دون أن يجدوا في ذلك ما يعيبهم أو ينقص من حنبليتهم...". وفي الكتاب يورد المؤلف ثلاث فئات للمتصوفة فمنهم لا يعرف من التصوف إلا الخرافات والأساطير، ومنهم المتفلسفون الذين خلطوا بين تعاليم التصوف وبين آرئهم الفلسفية، وآخرون رآهم صوفيون معتدلون، حاولوا الإلتزام بما ورد في كتاب الله وسنَة رسوله من أمثال: الحنبيد البغدادي والفضيل بن عياض ومعروف الكرخي وبشر بن الحارث وأبو سليمان الداراني وعبد القادر الجيلاني والغزالي وآخرون. ترجم لهم مؤلف الكتاب، فرداً فرداً، بالإعتماد على المصادر الحنبلية المعتبرة، لا سيما تلك المصادر التي صنفها كبار الحنابلة، في مختلف العصور، مثل طبقات الحنابلة لإبن أبي الحنبلي، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي.. ومصادر أخرى.