إن النزاع الضريبي يبرز بشكل عام كخلاف بين طرفين، الإدارة من جهة والمكلف من جهة ثانية، ويدفع كل من هذين الطرفين بموقف متعارض بالطبع مع موقف الطرف الآخر أمام جهاز قضائي يفصل بينهما بإصدار حكم تنفيذي وملزم.إن مثل هذا النزاع عادة ما يأخذ شكلين مهمين: "منازعات الوعاء Contentieux De...
إن النزاع الضريبي يبرز بشكل عام كخلاف بين طرفين، الإدارة من جهة والمكلف من جهة ثانية، ويدفع كل من هذين الطرفين بموقف متعارض بالطبع مع موقف الطرف الآخر أمام جهاز قضائي يفصل بينهما بإصدار حكم تنفيذي وملزم. إن مثل هذا النزاع عادة ما يأخذ شكلين مهمين: "منازعات الوعاء Contentieux De L'assiette"، "منازعات في التحصيل Contentieux De Recouvrement". وقد حصر الباحث خضر الشويكي دراسته هنا بمنازعات الوعاء الذي هو نزاع في أساس الضريبة، أي النزاع الذي يخوّل للجهة التي تبت فيه صلاحية البحث فيما إذا كانت الضريبة قد تأسست مطابقة للمقتضيات التشريعية والتنظيمية، وفي حالة ما إذا تبين لها العكس فمن سلطتها أن تقرر إسقاطاً جزئياً أو كلياً لهذه الضريبة. هذا ولم يتوانى الباحث عن تبيان دور القاضي الإداري في فتح باب الإجتهاد والإبداع وتجاوز ثغرات النصوص الضريبية التي تتميز بالتشتت والغموض خلافاً لمنازعات التحصيل التي للقاضي دور محدود فيها. فإلى اي حد سّن المشرّع الضريبي اللبناني نصوصاً قانونية تتضمن وتحتوي ضمانات لصالح المكلف (الطرف الضعيف في المعادلة الضريبية)، أمام إدارة قوية هي إدارة الضرائب؟ وما دور القضاء الإداري في حماية هذه الضمانات التشريعية؟ وهل عمل على خلق قواعد ومبادئ جديدة لصالح المكلف؟. هذه هي بإختصار أهمية هذا الكتاب الذي جاء في محورين أساسين هما: الباب الأول: الأصول والإجراءات اللازمة في حقل منازعات الوعاء الضريبي وطرق الطعن في هذا المجال، الباب الثاني: تقييم العمل القضائي في منازعات الوعاء الضريبي.