شارك هذا الكتاب
الطريقة الشاذلية وأعلامها
(0.00)
الوصف
نشطت حركة التصوف في العالم الإسلامي في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر ميلادي شرقاً وغرباً. ففي المشرق ظهرت القادرية والرفاعية وغيرهما من الطرق الصوفية المعتدلة، وفي المغرب العربي ظهرت الشاذلية، وما لبثت أن إنتقلت إلى مصر ومنها إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي. وكانت هذه...
نشطت حركة التصوف في العالم الإسلامي في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر ميلادي شرقاً وغرباً. ففي المشرق ظهرت القادرية والرفاعية وغيرهما من الطرق الصوفية المعتدلة، وفي المغرب العربي ظهرت الشاذلية، وما لبثت أن إنتقلت إلى مصر ومنها إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي. وكانت هذه الطرق ملتزمة بما ورد في القرآن الكريم وبما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تعرف الإنحرافات والشطحيات أو نظريات الحلول والإتحاد ووحدة الوجود... إلى غير ذلك من القضايا التي أشاعها أصحاب التصوف الفلسفي، لذا يمكن إعتبار هذه الطرق إنما إمتداداً للتيار الصوفي المعتدل الذي رسمه الغزالي. هذا وقد عرف لأصحاب الطرق الصوفية زوايا التي تم تأسيسها لنشر الدعوة الإسلامية، والإقبال على العلم والعبادة والرياضة الروحية، والتعاون على البر والتقوى، وجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، ونبذ العصبيات الجنسية واللغوية حتى يتمكن روادها من القيام بفريضة الجهاد والدفاع في بلاد المسلمين. ويأتي الشاذلي في طليعة هؤلاء الصوفية الصادقين الذين شاركوا المسلمين في معاركهم الحربية، دفاعاً عن الدين والوطن، لا سيما ف يمعركة المنصورة. حيث أبى الشاذلي أن يكون منعزلاً في زاوية عندما غزا الصليبيون أرض مصر، يتعبد فيها بينما المسلمون يتعرضون لهذا الخطر المزلزل، وبالرغم من كبر سنه وفقده لبصره، فقد إنتقل إلى أرض المعركة مع تلاميذه يدعوا المسلمين إلى الثبات والصبر حتى ينالوا الظفر، وبالفعل فقد أيدهم الله عز وجل بنصر، فتمكنوا من قتل أكثر من ثلاثين ألفاً من الغزاة ومن أسر ملك فرنسة لويس التاسع مع عدد من قواده. كما كان الشاذلي صاحب مزرعة فيها مختلف أنواع المزروعات والمواشي والخيول، وكان لا يحب المريد الذي لا حرفة له أو صنعة أو تجارة يكتسب منها رزقه بطريق مشروع... وكان يسعى في قضاء حوائج الناس كافة لاسيما الضعفاء والمساكين... وهو لم يؤسس طريقته الصوفية إلا بعد التبحر في علوم الشريعة وحمل لواء المناظرة فيها، لذلك فإن مذهبه في التصوف لم يخرج من دائرة الشرع. كما كان يحذر تلاميذه من الشطح والدعوى والقول بالحلول أو الإتحاد أو الشك المطلق أو الشرك... معتبراً أن شطحات البعض دخيلة على الإسلام، ولا يمكن النجاة منها إلا بالتمسك بنصوص القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وهو يقول: "إذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف، وقل لنفسك: إن الله تعالى قد ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها لي في جانب الكشف ولا الإلهام ولا المشاهدة". وقد حارب الشاذلي كل من إدعى أنه وصل إلى نقام يسقط عنه التكاليف الشرعية، مبيناً أن الأنبياء والمرسلين، وهم أقرب البشر إلى الله تعالى، لم ترفع عنهم التكاليف. وقد تحدث إلى الشاذلي العديد من مؤرخي التصوف وشفعوا بذكر سيرته ومناقبه، وفي طليعة هؤلاء إبن عطاء السكنوري وكثيرون غيره. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتناول حياة الشاذلي ضمن قسمين، القسم الأول جاء بمقابة ترجمة الشاذلي وشرح الأسس التي وضعها لطريقته الصوفية. وضم القسم الثاني أعلام هذه الطريقة مع ذكر تراجمهم وآثارهم وشيئاً من أقوالهم وأحوالهم.
التفاصيل

 

سنة النشر: 2009
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 264
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 17x24

 

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين