إهتم علماؤنا القدامى بمباحث تقنيات التعبير، لكنهم لم يُفردوها بالمصنفات، فقد جاءت عندهم مبثوثة هنا وهناك في هذه المصنفات، على إختلاف كبير فيما بينها من حيث عمق البحث، وتنوعه، وتشعبه، أو قصده قصداً، أو التطرق إليه لماماً.وما هدف هؤلاء العلماء من تصنيفهم كتب النحو العربي...
إهتم علماؤنا القدامى بمباحث تقنيات التعبير، لكنهم لم يُفردوها بالمصنفات، فقد جاءت عندهم مبثوثة هنا وهناك في هذه المصنفات، على إختلاف كبير فيما بينها من حيث عمق البحث، وتنوعه، وتشعبه، أو قصده قصداً، أو التطرق إليه لماماً. وما هدف هؤلاء العلماء من تصنيفهم كتب النحو العربي إلا تعليم الكتاب قواعد اللغة العربية، ليكتبوا بها كتابة صحيحة، وقراءة النصوص الدينية وغيرها قراءة صحيحة. وما الغاية من تصنيف كتب البلاغة، سوى تذوق البلاغة القرآنية، والنهج على منوالها في الكتابة الأدبية، أو التفنن في هذه الكتابة، بحيث تخرج الكتابة من الأسلوب العادي، أو العامي، أو العلمي، إلى الكتابة الأدبية المنمقة. ولم يكن يهدف وضعهم لكتب اللحن، أي الكتب التي إهتمت بتصحيح أخطاء الكتّاب والعامة إلا تقويم اللسان، وتخليص الكتابة من الأخطاء اللغوية. كما وضعوا الكتب الكثيرة التي تعين الكاتب على الإنشاء، وعلى أنماط النصوص: البرهاني- التفسيري- الوصفي- السردي- الإيعازي- الحواري. وقد إعتمد في معالجة هذه الموضعات أسلوب التبسيط، والتسلسل المنطقي، وذلك عبر الإستناد إلى التمارين لترسيخ القواعد والمفاهيم.