شارك هذا الكتاب
في نقد الفكر الأسطوري والرمزي
الكاتب: أحمد ديب شعبو
(0.00)
الوصف
يتوجه هذا الكتاب إلى قراء اللغة العربية، علهم يجدوا فيه مادة دسمة ومكثفة عن الرمز والأسطورة، في الفكر الإنساني، وفي المجتمع العربي والعالمي، لعلها تشكل نواة معجم أسطوري رمزي أساسي، يتغلغل في مخزونهم التراثي، فيزيده ثراء، ويندرج في الحيز المعيوش، المجازي والاستيهامي،...
يتوجه هذا الكتاب إلى قراء اللغة العربية، علهم يجدوا فيه مادة دسمة ومكثفة عن الرمز والأسطورة، في الفكر الإنساني، وفي المجتمع العربي والعالمي، لعلها تشكل نواة معجم أسطوري رمزي أساسي، يتغلغل في مخزونهم التراثي، فيزيده ثراء، ويندرج في الحيز المعيوش، المجازي والاستيهامي، فيترجم وعياً أعمق لغابة الرموز التي تكتنفنا من كل جان. وهل من شيء أكثر تشويقاً للإنسان من معرفة أصوله الميتافيزيقية، وفرضيات نشوئه ومصيره، وأسرار علاقته بالكون وسائر المخلوقات، وما يحيط بأعماق عالمه الأرضي، وآفاق عالمه السماوي اللامتناهية، من أنظمة أسطورية ورمزية وطقوسية؟
إن الفكر البشري يمر غالباً بفترات طويلة من اللاوعي لهذه الأمور الغيبية المجردة، بسبب شواغل المادة، والحياة الاجتماعية، والاقتصادية التي تمتص طاقة اهتماماته وإدراكه، وتطمس فرص معاناته وانفتاحه على عوالم أخرى، نفسية، أو غيبية، أو جمالية عابثة... ولعل قراءة هذا الكتاب المتأنية والواعية تساهم في تحرير القارئ من عالمه الرتيب، وتؤدي إلى إيقاظ فكره، كي يرى بجلاء حقائق الأمور، بما ينكشف له من رؤى وأحاسيس جمالية غريبة ومشوقة... فالإنسان يبحث بطبعه عن مصادر العرفان والسحر، ولا نقصد بذلك الإنسان البدائي، فقط، بل أيضاً إنسان المجتمع التكنولوجي، الذي يفاخر بتقنيات الحاسوب، وعلوم الاتصال، والحقائق المخبرية التجريبية، والذي لا يزال يتوسل بلغة مجازية زاخرة بالحياة والرموز، كما يصف هردر، ولا تزال كتب العرافة والنجامة والكهانة وغيرها شائعة ومتداولة في أيامنا هذه، بموازاة الأبحاث الإناسية حول المجتمعات البدائية، التي تصنف اليوم مع الأعراق المتخلفة، ولعل ذلك يرجع إلى تأثر العاطفة من هيمنة العقل المفرطة، أو قصور العقل عن حل جميع المعضلات، وإرضاء جميع الرغبات والغرائز الإنسانية.
ويتعرض هذا الكتاب للأساطير والرموز، من خلال الدراسات الأناسية والسوسيولوجية والسيكولوجية الحديثة، فيؤرخ لها، ويصنفها في أنظمة وأنساق وأنماط مختلفة، فهي تبدو في مواضع شتى، ومستويات لغوية مختلفة، وتتصل بقيم وتضمينات متغيرة، بحسب السياق التاريخي الاجتماعي واللغوي، الذي وردت فيه. والفرق شاسع بين معناها العلمي والفلسفي، ومعناها الفني والشعري، ناهيك بمعناها الشعبي الشائع والمتداول. ولعله لا بد من التمييز بين الأسطورة بمعناها الدقيق، تجسدها وتبعثها الاحتفالات الشعائرية الجماعية في أثناء الأعياد، والتي ترمز إليها الرسوم والنقوش على جدران المعابد، وعلى الأوعية والكؤوس والدروع وغيرها، وبين ما يشابه الأسطورة أو ما يطلق عليه مجازاً واعتباطاً تسمية أسطورة. ونجد الأسطورة بمعناها الأصيل، محاطة بأجزاء القداسة والرعب، فهي أساطير نشكونية، تتحدث عن الخلق والكون والفساد، وعن أصول البشرية وشكل الإنسان، وإقامة الحضارة على الأرض، وهي تبدو، في نظر الأناسيين ومؤرخي الأديان، الأسس الفعلية، التي تفسر طبيعة الكون ومصير الإنسان.. ولكل شعوب الأرض أساطيرها وخرافاتها. وهي تدخل غالباً في أطر معتقداتها الدينية الوثنية.. وقد اعتنى بجمع الميثولوجيا اليونانية، بهذا المعنى مثلاً، هزيودس، في مصنفه أنساب الآلهة. وتنحدر الأسطورة، بسبب شيوعها وتداولها، إلى أن تعني مثلاً القصة الخرافية، التي ليس لها معنى طقوسي، كوني، مما يدل على توسع في استعمال رمزيتها، وتحرير طاقاتها التعبيرية، فإذا بها تدخل الحيز المعيوش، كما عند الشعراء، والمأساويين، وكتاب الملهاة، وبذلك تبدو أكثر تآلفاً مع الحياة، وتساهم بعمق بفتح أصقاع غامضة من النفس البشرية، وبفضلها يستحيل الشعر إلى حكمة، وهكذا نتحول من المعيوش الأسطوري والتاريخي إلى المرموز الشعري.
التفاصيل

 

سنة النشر: 2006
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 332
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Hardcover
الحجم: 17x24

 

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين