تعتبر موضوعة النقد الأدبي من أهم الموضوعات التي يعالجها الباحثون والدارسون لمسائل الحياة الأدبيّة والفكرية التي تزخر بها المجتمعات الإنسانية منذ تاريخ نشوئها وحتى اليوم، ولا غرو، فحيثما كانت ثمة حياة أدبيّة وفكرية تنمو ولو بصورة جنينيّة في رحم الكيان الإنسان، كانت هناك...
تعتبر موضوعة النقد الأدبي من أهم الموضوعات التي يعالجها الباحثون والدارسون لمسائل الحياة الأدبيّة والفكرية التي تزخر بها المجتمعات الإنسانية منذ تاريخ نشوئها وحتى اليوم، ولا غرو، فحيثما كانت ثمة حياة أدبيّة وفكرية تنمو ولو بصورة جنينيّة في رحم الكيان الإنسان، كانت هناك جهود نقدية حثيثة يقوم بها الكثيرون من العلماء والنقاد، من أجل تنمية هذه الحياة الأدبيّة وتطويرها، وجعلها أكثر تقدماً وأكثر حداثة. فتحديث الأدب أو تطويره، هو الهدف الأوّل والأخير لجملة هذه الجهود النقدية التي اضطلع بها الأقدمون وسار في إثرهم الآخرون؛ ولذلك كان يجد الباحث في هذه المسائل كيف يكون الناقد بعامة، توأم الأديب أو الشاعر، فإذا انصرف هذا الأخير للعمل الإبداعي، كان ينشق عنه الناقد من أجل التصويب والتصحيح والتطوير والتحديث، حتى بتنا نرى في ملازمة الناقد للشاعر ملازمة الرجل لظلّه، فكلاهما يعيشان الحركة نفسها من أجل إبداع المعادلة الفنيّة الجميلة، إذ لا يمكن الوقوف على عمل فنيّ راق، ما لم يكن وراءه رجلان: الشاعر والناقد.