يستعرض المؤلف مسيرة حياة "عبد الحليم حافظ" الفنية والمرضية وما رافقها من أحداث مسجلاً العطاء الفني الذي جاد به "عبد الحليم" خلال عمره القصير، حيث يعد رحيل الفنان الكبير "عبد الحليم حافظ" في عمر مبكّر خسارة كبرى للفنّ العربي لا يمكن أن تعوّض.فالمكانة المرموقة التي احتلّها في...
يستعرض المؤلف مسيرة حياة "عبد الحليم حافظ" الفنية والمرضية وما رافقها من أحداث مسجلاً العطاء الفني الذي جاد به "عبد الحليم" خلال عمره القصير، حيث يعد رحيل الفنان الكبير "عبد الحليم حافظ" في عمر مبكّر خسارة كبرى للفنّ العربي لا يمكن أن تعوّض. فالمكانة المرموقة التي احتلّها في قلوب الجمهور العربي لا يمكن لفنان عربي آخر أن يشغلها، والمنزلة الرفيعة التي بلغها في سلّم الفن لا يمكن لأحد أن يرقى إليها، فخلال ربع قرن من الزمن استطاع "عبد الحليم" أن يملأ سماء الشرق العربي بصداحه ويثبّت أقدامه في ميدان الفن على مسمع ومرأى من عمالقة الغناء العربي ونعني بهم: "أم كلثوم" و"محمد عبد الوهاب" و"فريد الأطرش". إن الشرق العربي سيظلّ ينتظر الأجيال المتعاقبة لعلّها تحمل في طياتها نجماً آخر يخلف "عبد الحليم"، فغيابه المبكر بعد "فريد الأطرش" في العام 1974 و"أم كلثوم" في العام 1975 جعل الكثيرين يمسكون قلوبهم بأيديهم خوفاً على مستقبل الفن العربي في الفترة الباقية من القرن العشرين. على أنّ ذلك الفتى اليتيم الذي ولد في المأساة وضلت الأحزان تلاحقه والأمراض تحاصره خلال سنيّ حياته استطاع أن يملأ حياتنا أملاً وسعادة ويحوّل آلامنا إلى مسرات وآمالنا إلى وقائع. فسيرة حياته تكشف لنا مدى العذاب الذي عانى من المهد إلى اللحد، فقد مشى على درب طويل من الأشواك كانت فيه كلّ شوكة تتحوّل إلى نشيد أو لحن من شفاهه أشبه بمرثاة يرثي بها نفسه!...