-
/ عربي / USD
هذا كتاب في السفر يضع قدماً في الأدب والثانية في علم الاجتماع، فعلى الرغم من أنه بنى على أساس مما قام به الكاتب من رحلات انطلاقاً من عالمه القاهري سعياً إلى اكتشاف عوالم أخرى في مدن عربية وأجنبية.
إلا أن الكتاب لا يمكن أن يوصف بأنه يوميات رحلة بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، فهو ليس كتاباً تسجيلياً، ولكنه كتاب يضم بين دفتيه تأملات مسافر في المكان والزمان، وبالتالي فهو كتاب بحث في معنى العلاقة بين المسافر والعالم والكاتب والسفر، فزيارة مدينة تدخلها أول مرة لا يمكن أن تكون عتبة لإكتشاف هو "جديد" ما لم يبدأ المسافر من قلب تلك المدينة.
والكاتب إذ ينحو هذا المنحى في فهمه للسفر، وفي يومياته كمسافر، إنما يدر تلك الحقيقة المهيمنة على عصرنا، والمتمثلة في تضاؤل مكانة المكان لدى أهل الكوكب بإستسلامهم، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، لأوهام الزمن الإفتراضي، والحضور الإفتراضي، والشغف الإفتراضي، واكتفانهم بتلك المعارف القاصرة عن العالم إنطلاقاً من مقاعدهم وراء شاشات الكومبيوتر، ولكن: "ورغم تدقق الصور في عالم يعيش في ثورة اتصالات حولته إلى غرفة صغيرة فإن الجالس في مكانه، ومهما تسارعت الصور أمام عينيه وانهمرت فوق رأسه، لا يمكنه أن يصل إلى المعاني التي يتحصل عليها مسافر ذو بصيرة"، مسافر في الأرض على قدمين تشعران بالحرارة والبرودة والتعب والراحة بعد الحركة في المكان، ومن مكان إلى آخر في دنيا الله الواسعة.
هذا الكتاب ثمرة رحلات في آسيا وأوروبا وإفريقيا، وفي فرنسا، تركيا، أندونيسيا، ألمانيا، السودان، المغرب، ولكن ما يسوقه الرحالة من وقائع وصور وأمثلة وحكايات، وملاحظات، لا يأخذ طريقه إلى مفكرته كانطباعات أدبية مفيدة في ذاتها، ولكن لما تحمله من دلالة، وما تمثله من معنى وما ترمز إليه، تأكيداً ونفياً لأفكار وتأملات في معنى السفر، وقد نال عنه الكاتب بإمتياز جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد