"موسيقى المهجة الشعرية"... أدركت حتماً أن حبك خارقٌ... لجميع ما قالوه أو قد قلته، حين اعترفت لمن رأوني عاشقاً... أني عشقت الشعر حين قتلته... فمُذ جئت أنت وصرت شعراً أخيراً... ما كنت أسمعه بحين سمعته... بل كان يملئني ويملأ ساحتي... بوجودٍ قلبي بين شخص كنته... واليوم عكس الأمس صار أنايَ في... زمني بكوّن فيه صمتي صمته... فغدوته وخشيت أن أغدوه من... دون إكتمالي في الهوى فخشيُتُه... لكن خسرت فصرت أدرك أن ما... أحياه فيها ما بيوم عشته... إلا ليكبر حبّها في مهجتي.. حتى يظل الدرس نجماً صنته... في أفقٍ".
"على سبيل الحب"... ملئت هوى قلبك بماء هواك... فصرت أسيراً في سجون رؤاكِ... جعلت على دربي عيوني لا ترى... جمالاً سوى عينيكِ حين أراك... وكنت التي لم أبتغِ اليومِ غيرها... ولا بَعدْ هذا اليوم رِدْتُ سواكِ... فهو سوف أرجو أن أحب سماء من... أَرَدْنَ بأن تجفو سماتي سماكِ؟...
"ما بين سندانين"... من سيرة الحب المفتّن سيرة... خلقت على قلبي سحابةً غيرة... كُتِمَتْ بِصَمَتي رُغَم أني صِنْتُها... فغدت على شكل يشابه حيرة... إذ بين أيامي أريد وجودها... لكنّ كفّي في البلوغ قصيرة... ماذا أفعل والحبيبة بين أن... تدنو وتنأى لا تزال أسيرة؟...
إن للشعر خاصية إستثنائية، فهو بدايات دائمة، ومعه وفيه نعيد إكتشاف اللغة، ونعدّل في تلاقي المعاني والكلمات، ونجتاز بشجاعة جسوراً وأنفاقاً إلى الروح، وهناك، وحين نصل، نقيم التعارف الأول مع الذات، ومع الآخر، ومع الحياة... من أجل ذلك ذهب الشاعر في ديوانه الأول هذا إلى "صعوبات" يجابهها ليغلبها، تاركاً للشعر أن يكتبه كما يقول، وتاركاً للقارئ تلمس مواطن الجمال والشعور، لكأنه رتب العتبة الأولى التي أراد أن يعبرهما في عمر مبكر، بعناية، والأهم بروح مفعمة بالحياة... وكأنه بديوانه هذا يحاول أن يقيم تعارفاً مع ذاته ومع الآخر... ومع الحياة...