-
/ عربي / USD
لا يمكن لأحد أن ينال بدراسته شخصية الإمام علي (رضي الله عنه) بما هو شافٍ وكافٍ؛ فقد عجزت الأقلام عن إحصاء علمه و آدابه، وحكمته، وعدله، وشجاعته، ونصرته للإسلام، فكان أول من أسلم و آمن برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وصدق حديثه، وهو الذي تربّى بحِجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وتأدّب بآدابه. وهو الذي فرّج الكرب عن وجه الرسول محمد بسيفه، وهو الذي فداه بنفسه عند هجرته (صلى الله عليه وسلم) للمدينة، وكان (رضي الله عنه) نفس الرسول عندما باهل به نصارى نجران، ووليه على عباد الله من بعده، من بعد نزول آية التبليغ: ((يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس)).
وقد منّ الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم بفاطمة الزهراء، وهي أم أبيها، وسيدة نساء العالمين، وأنيسة أمها خديجة، وهي التي أمر الله سبحانه وتعالى بها نبيه بإكرامها، وتعظيم أمرها؛ لما لها عند الله سبحانه وتعالى من منزلة وجاه، وعندما كبرت وترعرعت في حِجر أبيها أمر الله سبحانه وتعالى بتزويجها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) لأنه كفء لها، وهي كفء له، ولولاه لما كان كفء لفاطمة الزهراء أحد.
وفي هذا الحب والولاء لأمير المؤمنين (رضي الله عنه) ولفاطمة الزهراء جرى قلم المؤلف بالكتابة عنها، بتتبع أحديثها، ومنزلتها من الله سبحانه وتعالى، وأحاديث نبيه الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وما هو مدوّن في بطون الكتب وتواريخها.. قديمها .. وحديثها.. ويمكن القول بأن ما يمرّ على القارئ في هذا الكتاب هو من الماوضيع المهمة، والتي مهما كثر البحث فيها لابدّ من وجود فوائد جمّة؛ ولعل من أهمها التذكير بدور النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ووصيه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، إضافة لما له من دور بفكّ نزاع الحركة الفكرية المستمر بين جبهتين؛ جبهة الحفاظ على رسالة محمد (صلى الله عليه وسلم)، وما تحتويه من مستوى منقذ للجنس البشري الإنساني... وجبهة تهدف إلى إسقاط الشخصية المحمدية وما تحمل من كيان رسالي؛ لنصل إلى مجتمع جاهلي متجهم متطرف. وعليه.. يمكن القول بأنّ طابع هذا الكتاب هو طابع عقائدي حديثي تاريخي، يبحث في المسائل العقائدية المرتبطة بشخصية الإمام علي (رضي الله عنه) وارتباطها بشخصية خاتم النبوة (صلى الله عليه وسلم) بشكل حافل بالأدلة القرآنية، والاحاديث النبوية الشريفة، مُستعيناً بالدراسات التاريخية أو السياسية المعاصرة المختلفة التي تم إيرادها لتدعم الكتاب بقوّة الاستدلال بالمطلب، أو يذكرها من باب الردّ عليها.
هذا وإن أهم ما يميّز هذا الكتاب هو عدم انحصار مؤلفه بالمصادر المختصّة بمذهب معيّن، واستمراره بتطبيق الشمولية والموضوعية بدون نظرة متطرفة، أو مختصّة بجهة معينة. ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد تمّ الاقتناء به من خلال عملية تحقيق بما يعني إخراج نصه للقارئ سهلاً وواضحاً، مفهوماً، من خلال شرح بعض الكلمات المبهمة في الهامش، لأجل أن يستفيد القارئ استفادة كاملة من هذا الكتاب الهام. وإكمالاً للفائدة؛ وبعد ضبط النص، تمّ تخريج الآيات القرآنية، والأمر نفسه بالنسبة للروايات بإرجاعها إلى مصادرها الأصلية مع الإشارة إلى ما تضمنته تلك الروايات التي ساقها المصنف من قطع أو اشتباه في النقل، بحيث تم وضع مالم يذكر في الأصل المخطوط، وذكر بالمصدر بين معقوفين، أو إيراد ذكره، كذلك، لجعل العبارة مستقيمة في بعض الموارد، وللحفاظ على متن المخطوط كما هو، إضافة إلى تخريج ما أشار إليه المؤلف في سياق الكلام، وهذا كله مع ترجمة موجزه لرجالات الكتاب، وترجمة أيضاً لمؤلفه بما أمكن من مصادر، وإضافة فهرس، في نهاية الكتاب، للسور والآيات القرآنية الواردة في المخطوط، وكذلك ما ثبت من سور في الهامش كان المؤلف قد أشار إليها في المتن،مرتبة بحسب تسلسل المصحف. وأخيراً أعداد قائمة للمصادر والمراجع المستعملة مرتبة ترتيباً أبجدياً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد