-
/ عربي / USD
في هذا الكتاب فقد تصدرت ثلاث دراسات رئيسية تناولت فيها الإسهامة النظرية والمنهجية للدكتور علي الوردي. سجل الوردي بجهوده العلمية بداية ظهور علم الاجتماع في العراق مطلع الخمسينيات من القرن الماضي وساهم مساهمة لا يمكن تجاوزها بشأن التعريف بهذا العلم وتقديمه في العراق. لم يكن قد مضى على ظهور علم الاجتماع كعلم معترف به عالمياً أكثر من عشرين عاماً عندما ظهر علي الوردي في العراق. ساهم تالكوت بارسونز (أمريكي) وبيتريم سوروكن (روسي) بتأسيس أول قسم لعلم الاجتماع في العالم في جامعة هارفارد الأمريكية عام 1924. أثارت كتابات الوردي ودراساته وآرائه ومحاضراته آنذاك نقاشات حامية على مستوى الحياة العامة في العراق وشجعت كثيرين للدخول في مضمار العلم الجديد بدراسته والتخصص فيه. استمرت هذه الجدالات حتى يومنا هذا. وقد وجدت أنّ المسؤولية الأدبية والأخلاقية للأستاذ الذي عرّفنا بعلم الاجتماع وشجعنا بصورة مباشرة وغير مباشرة على التخصص فيه أنْ أسجل موقفي منه ليس على مستوى التعبير عن موقف سياسي يبدأ وينتهي بحكم عليه كونه تقدمي أو رجعي، ديموقراطي تحرري أو ثوري راديكالي، وإنّما بالتوضيح علمياً وتوثيقياً لمساهمته العلمية التي لا تزال تحظى بالاهتمام حتى الوقت الحاضر بغية وضع حد لهذا الجدل والاتفاق على مكانته الريادية في تأسيس علم الاجتماع في العراق، خصوصاً والعالم العربي، عموماً. مما لا شك فيه أنّ الوردي ساهم يتنوير العقل العراقي ونجح أيما نجاح في إثارة الوعي الاجتماعي وتوجيهه للتعرف على أهمية القوى الاجتماعية المؤثرة ذات الفعل والفاعلية في الحياة العامة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد