-
/ عربي / USD
اهتم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بعد تلقيه التشريعات من الحاكم المطلق عز شأنه ببيان أحكامه تعالى، وبذل الجهد الكبير في سبيل نشرها بين المسلمين كما تلقاها الأئمة الهداة من جدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتصدوا لبيانها وتعيين أصوله وتشريع فروعه وتأسيس القواعد والكليات وتبيان أصول الإجتهاد والإستنباط والحثّ على العمل بأحكام الله تعالى وتشريعاته المقدسة، واهتموا أشدّ الإهتمام بحفظ الفقه من الأهواء والآراء الشخصية والإستحسانات الموهومة والأقيسة الظنية؛ لأن دين الله لا يصاب بالعقول، وأحكامه وتشريعاته توفيقية تعبدية، ثم تلقّى العلماء ما وصلهم من الأئمة المعصومين بالضبط والتدوين، فتشكلت للفقه الجعفري منظومة متكاملة تامة ودقيقة قريبة من التشريع الإلهي، بعيدة عن الرأي والقياس، وظلّ باب الإجتهاد مفتوحاً عند علماء الإمامية في إستنباط الأحكام الفقهية من الأدلة الواصلة إليهم لكل الحوادث والمستجدات الطارئة، فأصبح فقه الإمامية له من الشمولية والإحاطة ما لم تكن لغيره، وقد ألف علماء الإمامية كتباً كثيرة في الفقه جمعت الفروع وأدلتها بأحسن أسلوب وأدق عبارة، وهي بين ما اقتصر مؤلفيها على ذكر الفروع من دون ذكر أدلتها؛ كما هو الغالب في الرسائل العلمية التي أُلّفت للمقلدين وبين ما ذُكِرت فيها الأدلة بالبسط والتفصيل؛ وهي الكتب الإستدلالية التي أصبحت من المراجع المهمة عند الإمامية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد