إذا فتحت التاريخ، وقلبت الكتب، تجد أن أكثر علماء الإمامية تأليفاً وتصنيفاً هو العلامة السيد "عبد الله شبر" أما إذا رجعت إلى مؤلفاته فتراها قيمة ومثمرة، فخصها البحث، وولدها الفكر الثاقب والنظر الصحيح. وقد يعتريك الدهشة إذا عرفت كثرة مؤلفات هذا العالم ومصنفاته وعرفت أنه كان ذا حافظة نادرة وإطلاعاً واسعاً وضبطاً شديداً، فقد كان كثيراً ما يمتحنونه بقراءة متن الرواية، ويقطعون السند، وهو يسندها إلى قائلها من أهل بيت النبي صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وكتابه طب الأئمة خير ذليل على ما تمتع به من ذاكرة فذة، إذا أنه جمع فيه نبذة قيمة مما ورد عن النبي والأئمة الأطهار من الأدعية والأغذية ولأدوية الشافية التي تجلب لقائلها الصحة والمنفعة والعلاج من كل ما يصيبه من أمراض وعلل. هذا وقد رتبه على طراز غريب ونمط عجيب، وترتيب رائق، وتبويب فائق، تهش إليه الطباع السلمية، وتلتذ به العقول المستقيمة.