-
/ عربي / USD
"حينما يشتم فتى في العشرين، كهلاً في الستينات من عمره، شتماً مقذعاً، لتباطؤ في إخلاء الطريق أمام سيارته المجنونة... وحين ينسى الغضب الساطع، الكهل آلام مفاصله، فيقذف بنفسه على مقدمة سيارة الفتى، فيوقفها، ثم يشتبك مع الفتى الهائج، في معركة مريرة، يلكم فيها الفتى، فيوقفها، ثم يشتبك مع الفتى الهائج، في معركة مريرة، يلكم فيها الفتى، الكهل، دونما رحمة أو خجل، ويقرع فيها الكهل، مستميتاً في الانتصار لكرامته، رأس الفتى بعصاه حتى يشجه... أقول: حين تسمح الحياة بحدوث ذلك، في شوارع بيروت... فلن يكون معنى ذلك إلا أن ميزان الحياة الإنسانية، في هذا البلاد، قد اختلّ بدرجة مريعة... وأن أبسط ما دمرته الحرب-واقعاً-كانت الأبدان والجدران. وأن التدمير الحقيقي الرهيب، هو الذي أصاب بديهيات حياتنا الإنسانية، الغباء تقاليدنا، أعرافنا، مفاهيمنا الاجتماعية، أرواحنا، أخلاقنا... وأننا عدنا إلى بدائية إنسان الكهوف، الذي لم يتعلم فتاه بعد، حق الكبير عليه في الاحترام والرعاية والوفاء، والذي نسي كهلة الوقار، والأبوة، والتعقل والحنان... وأن لبنان، المعنى والثقافة، ضاع إلى أجل غير مسمى"، في هذا الكتاب قراءة نقدية اجتماعية مباشرة أو شبه حية، لآثار الحروب اللبنانية، التي عانى منها الناس، معاناة قياسية، في تاريخ الحروب البربرية على سطح هذه الأرض.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد