-
/ عربي / USD
يمثل الجزء الثاني من كتاب "نقد العقل الثقافي" الـمخصّص لـ "رؤية الـعالَم ونظام الثقافة، بنية الثقاف" تنقيبا جادّا ودقيقا ومختلفا لمبحث الصّورة، يراهن فيه محمد شوقي الزين على ما هو عليه العالم (الظاهر، الـموضوع، الـمرئي)، ويبحث في العالم عن فجوات يتسلّل منها النّظر. يلج هذا الكتاب معترك التأويل الثقافي، كاشفا عن تناهي الرؤية البشرية ومحدوديتها، سَالكاً سبيله صوب رؤية غير مستوفية، نسبية ومؤقّتة. بين دفّتي هذا المجلّد مباحث آيلة إلى تقصّي الـمجهول الذي يختبئ في عالم مرآوي أو ضمن بُعدٍ غيابي ومنطق طيفي وبرزخي، أي لا تقطع فصول هذا الكتاب الحبل بين الظاهر والباطن، بين المرئي واللاّمرئي، بين الـمسمّى واللاّمسمى. عبر هذا الجزء يكشف محمد شوقي الزين عن تجربة تأويلية فذّة، عمل جليل يغور بشغف تحليلي ودهاء قرائي إلى الرّؤية بالبسط والقبض، ليُقدّم لنا فلسفة للرؤية منفلتة من إكراهات الايديولوجي، ينجلي فيها العالم ليكون منكشفا للرّؤية، وتنكشف فيه الرؤية للعالم. يمثّل هذا المجلد صدارة معرفية في "فقه الصّورة"، يجمع فيه -وبشعرية فلسفية لا نظير لها- شتات هذا الهم المعرفي من الاعتبار اللاّهوتي إلى الاعتبار الأيدولي، من مباحث الإغريق إلى هموم العولمة والعوالم الافتراضية، مرورا بمقولات الكنيسة وعصر الأنوار وآراء أهل العرفان. بين النظري والعملي، تتفتّق تأملات نقد العقل الثقافي لتبدي تفاني الـمؤلّف في شدّ انتباه القارئ واستدراجه إلى أسئلة حاسمة: "هل بالفعل يراني العالم؟ وما معنى أن يراني العالم؟". فهذا الكتاب بيان فلسفي يفيض ثراء في استجلاء مبحث لم يتشبّع معرفيا في عالمنا العربي. فبين الكشف والحجب، يشدّنا الكتاب ويُدهشنا، ويُواصل محمد شوقي الزين في سفره مهاراته النصية التي لا تخلو من التفكيك والتّسبيك، والتّشابكات اللغوية والتشابهات المرئية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد