البحث العلمي حول العدالة، وخصوصاً العدالة الإجتماعية، من الأبحاث التي تعود إلى سوابق وفترات ‏تاريخية قديمة، إلا أنها على الرغم من ذلك لا تزال تحتفظ بجدتها وحيويتها إلى درجة أنها أضحت من أهم ‏موضوعات الفلسفة السياسية في الوقت الراهن وأخطرها.‏ ‎
‎ وقد ضاعف من صعوبة البحث في موضوع العدالة ارتباطه بشتى الموضوعات القيميّة والأخلاقية والقانونية ‏والسياسية والأنثروبولوجية والإبستيمولوجية؛ ما جعله موضوعاً وثيق الصلات بالكثير من الحقول العلمية ‏والنظرية من قبيل الفلسفة السياسية، وفلسفة الأخلاق، وفلسفة الحقوق، والأنثروبولوجيا الفلسفية.‏ ‎
‎ وقد أضفى ذلك نوعاً من الجاذبية والحيوية على هذا البحث، واستدعى مزيداً من التعمّق المطرد.‏ ‎
‎ وتجدر الإشارة من جهة أخرى إلى أنه كلمّا تعقّد شكل المجتمعات أكثر، إزداد الكلام حول العدالة الإجتماعية ‏والتخطيط لعلاقات عادلة بين البشر على مختلف صعد الحياة والبُنى الإجتماعية العامة، صعوبة وإجهاداً ‏للفكر.‏